البحث
الآيات 109 و 110 و 111 و 112 من سورة البقرة
الآيات :
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)
بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)
كيف نقرأها :
https://
https://
https://
https://
شرح الكلمات :
{ ودّ } : أحبّ .
{ أهل الكتاب } : اليهود والنصارى .
{ حسداً } : الحسد تمني زوال النعمة على من هي به .
{ تبين لهم الحق } : عرفوا أن محمداً رسول الله وأنَّ دينه هو الدين الحق .
{ فاعفوا واصفحوا } : لا تؤاخذوهم ولا تلوموهم ، إذ العفو ترك العقاب والصفح الإِعراض عن المذنب .
{ حتى يأتي الله بأمره } : أي الإِذن بقتالهم والمراد بهم يهود المدينة وهم بو قينقاع وبنو النضير ، وبنو قريظة .
{ وأقيموا الصلاة } : أقامة الصلاة أداؤها في أوقاتها مستوفاة الشروط والأركان والسنن .
{ وآتوا الزكاة } : أعطوا زكاة أموالكم وافعلوا كل ما من شأنه يزكي أنفسكم من الطاعات . { الجنة } : داتر النعيم وتسمى دار السلام وهي فوق السماء السابعة .
{ هوداً } : صليبيين مسيحيين .
{ أمانيهم } : جملع أمنية ما يتمناه المرء بدون ما يعمل للفوز به ، فيكون غروراً .
{ البرهان } : الحجة الواضحة .
{ بلى } : حرف إجابة يأتي بعدع نفي مقرون باستفهام غالباً نحو قوله تعالى : { أليس الله بأحكم الحاكمين } بلى أي هو أحكم الحاكمين ، ولما
أدعى اليهود والنصارى أن الجنة لا يدخلها إلا من كان يهودياً أو نصرانياً قال تعالى : بلى أي ليس الأمر كما تزعمون فلا يدخل الجنة يهودي ولا نصراني ولكن يدخلها من أسلم وجهه لله وهو محسن أي عبد آمن فصدق وعمل صالحاً فأحسن .
التفسير :
في الآية الأولى ( 109 ) يخبر تعالى المؤمنين بنفسيّة كثير من أهل الكتاب وهي الرغبة الملحة ي أن يتخلى المسلمون عندينهم الحق ليصبحوا كافرين ومنشأ هذه الرغبة الحسد الناجم عن نفسية لا ترغب أن ترى المسلمين يعيشون في نور الإِيمان بدل ظلمات الكفر ، وعبد أن أعلم عباده المؤمنين بما يضمر لهم أعداؤهم ، أمرهم بالعفو والصفح لأن الوقت لم يحن بعد لقتالهم فإذا حان الوقت قاتلوهم وشفوا منهم صدورهم .
وفي الآية الثانية ( 110 ) أمر الله تعالى المؤمنين بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وفعل الخيرات تهذيباً لأخلاقهم وتزكية لنفوسهم وواعدهم بحسن العاقبة بقوله : { إن الله بما تعملون بصير } .
سبب نزول الآيتين 111 و 112 و معناهما :
لما جاء وفد نصارى نجران إلى المدينة التقى باليهود في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ولعدائهم السابق تَمَارَوْا فادعت اليهود أن الجنة لا يدخلها إلا من كان يهودياً ، وادعت النصارى أن الجنة لا يدخللها إلا من كان نصرانياً فرد الله تعالى عليه وأبطل دعواهم حيث طالبهم بالبرهان عليها فلم يقدروا وأثبت تعالى دخول الجنة لمن زكى نفسه بالإِيمان الصحيح والعمل الصالح فقال : { بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن } يريد قلبه وجوارحه فآمن ووحد وعمل صالحاً فأحسن فهذا الذي يدخل الجنة وهي أجره على إيمانه وصالح أعماله ، فلا هو يخاف ولا يحزن .
من هداية الآيات :
للمتابعة على الفيس بوك لنصرة رسول الله اضغط هنا
1- اليهود والنصارى يعلمون أن الإِسلام حق وأن المسلمين على حق فحملهم ذلك على حسدهم ثم عداوتهم ، والعمل على تكفيرهم . . وهذه النفسية ما زالت طابع أهل الكتاب إزاء المسلمين إلى اليوم .
2- في الظرف الذي لم يكن مواتياً للجهاد على المسلمين أن يشتغلوا فيه بالإِعداد للجهاد ، وذلك بتهذيب الأخلاق والأرواح وتزكية النفوس بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وفعل الخيرات إبقاء على طاقاتهم الروحية والبدنية إلى حين يؤذن لهم بالجهاد .
3- تقوية الشهور بمراقبة الله تعالى ليحسن العبد نيته وعمله .
4- إبطال تأثير النّسب في السعادة والشقاء ، وتقرير أن السعادة بدخول الجنة مردها إلى تزكية النفس بالإِيمان والعمل الصالح ، وإن الشقاوة بدخول النار مردها إلى الشرك ، وارتكاب الذنوب . فلا نسبه إلى يهودية أو نصرانية أو غيرهما تُغني عن صاحبها ، وإنما المغني بعد فضل الله ورحمته الإِيمان العلم الصالح بعد التخلي عن الشرك المعاصي .
أحكام التجويد :
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)
كَثِيرٌ مِنْ : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الميم )
مِنْ أَهْلِ : إظهار النون لأن بعدها حرف حلقي
يَرُدُّونَكُمْ مِنْ : إدغام مثلين صغير ( الميم الساكنة في الميم المتحركة )
مِنْ بَعْدِ : إقلاب النون إلى ميم لأن بعدها حرف الباء
كُفَّارًا حَسَدًا : إظهار التنوين لأن بعده حرف حلقي
حَسَدًا مِنْ : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الميم )
مِنْ عِنْدِ : إخفاء النون عند حرف العين
عِنْدِ : إخفاء النون عند حرف الدال
أَنْفُسِهِمْ : إخفاء النون عند حرف الفاء
الْحَقُّ : في حالة الوقف فسيكون حرق القاف مقلقل ( المرتبة الكبرى )
بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ : مد صلة كبرى و يمد 4 أو 5 حركات ( في حالة الوصل )
شَيْءٍ قَدِيرٌ : إخفاء النون عند حرف القاف
قَدِيرٌ : مد عارض للسكون في آخر الكلمة 2 أو 4 أو 6 حركات
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)
لِأَنْفُسِكُمْ : إخفاء النون عند حرف الفاء
مِنْ خَيْرٍ : إظهار النون لأن بعدها حرف حلقي
خَيْرٍ تَجِدُوهُ : إخفاء التنوين عند حرف التاء
عِنْدَ : إخفاء النون عند حرف الدال
بَصِيرٌ : مد عارض للسكون في آخر الكلمة 2 أو 4 أو 6 حركات
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)
لَنْ يَدْخُلَ : إدغام ناقص بغنة ( النون في الياء )
مَنْ كَانَ : إخفاء النون عند حرف الكاف
هُودًا أَوْ : : إظهار التنوين لأن بعده حرف حلقي
إِنْ كُنْتُمْ : إخفاء النون عند حرف الكاف
كُنْتُمْ : إخفاء النون عند حرف التاء
صَادِقِينَ : مد عارض للسكون في آخر الكلمة 2 أو 4 أو 6 حركات
بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)
مَنْ أَسْلَمَ : إظهار النون لأن بعدها حرف حلقي
وَجْهَهُ لِلَّهِ : مد صلة صغرى
مُحْسِنٌ فَلَهُ : إخفاء التنوين عند التاء
فَلَهُ أَجْرُهُ : مد صلة كبرى و يمد 4 أو 5 حركات
أَجْرُهُ عِنْدَ : مد صلة صغرى
عِنْدَ : إخفاء النون عند الدال
رَبِّهِ وَلَا : مد صلة صغرى
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ : إظهار التنوين لأن بعده حرف حلقي
َ
يحْزَنُونَ : مد عارض للسكون في آخر الكلمة 2 أو 4 أو 6 حركات