البحث
أولـيـاء اللـه
- قال اللـه تعالى: (ألا إن أولياء اللـه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات اللـه ذلك هو الفوز العظيم).
- قال الطبري: يقول تعالى ذكره: ألا إن أنصار اللـه لا خوف عليهم في الآخرة من عقاب اللـه، لأن اللـه رضي عنهم فآمنهم من عقابه ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا.
- من هو الولي؟:
- قال شيخ الإسلام: فكل من كان مؤمنا تقيا كان للـه وليا.
- قال الحافظ ابن حجر: المراد بولي اللـه العالم باللـه تعالى المواظب على طاعته المخلص في عبادته.
- كيف يكون التفاضل بين أولياء اللـه؟: قال شيخ الإسلام: وإذا كان أولياء اللـه هم المؤمنين المتقين فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته للـه تعالى، فمن كان أكمل إيمانا وتقوى كان أكمل ولاية للـه . فالناس متفاضلون في ولاية اللـه عز وجل بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى.
قال شيخ الإسلام: وإذا كان أولياء اللـه هم المؤمنين المتقين فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته للـه تعالى، فمن كان أكمل إيمانا وتقوى كان أكمل ولاية للـه . فالناس متفاضلون في ولاية اللـه عز وجل بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى.
- صفات أولياء اللـه: قال شيخ الإسلام: ومن كان حبه للـه وبغضه للـه لا يحب إلا للـه ولا يبغض إلا للـه ولا يعطي إلا للـه ولا يمنع إلا للـه فهذه حال السابقين من أولياء الله.
والولي لا يكون وليا للـه حتى يبغض أعداء اللـه ويعاديهم ، وينكر عليهم ، فمعاداتهم والإنكار عليهم هو من تمام ولايته ، ومما تترتب صحتها عليه .
- طبقات أولياء اللـه: قال شيخ الإسلام: وأولياء اللـه على طبقتين : سابقون مقربون ، وأبرار أصحاب يمين مقتصدون . ذكرهم اللـه سبحانه في عدة مواضع من كتابه ، في أول الواقعة ، وآخرها.
قال تعالى: (وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين)
- أقسام الولاية: قال الشيخ بن عثيمين: والولاية تنقسم إلى :
1- ولاية من اللـه للعبد .
2- وولاية من العبد للـه .
فمن الأولى قوله تعالى ( اللـه ولي الذين آمنوا )، ومن الثانية قوله تعالى: ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا …)
والولاية التي من اللـه للعبد تنقسم إلى :
- عامة .
- وخاصة .
فالولاية العامة هي: الولاية على العباد بالتدبير والتصريف ، وهذه تشمل المؤمن والكافر وجميع الخلق ، فاللـه هو الذي يتولى عباده بالتدبير والتصريف والسلطان وغير ذلك ، ومنه قوله تعالى . ( ثم ردوا إلى اللـه مولاهم الحق آلا له الحكم وهو أسرع الحاسبين )
والولاية الخاصة: أن يتولى اللـه العبد بعنايته وتوفيقه وهدايته ، وهذه خاصة بالمؤمنين ، قال تعالى: ( اللـه ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) ، وقال: ( ألا إن أولياء اللـه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ) .
- كيف تُنال ولاية اللـه: ولاية اللـه لا تنال إلا بالعبودية.
قال ابن القيم: من أراد السعادة الأبدية فليلازم عتبة العبودية، ولا تنال الولاية إلا بطاعة اللـه.
- مقتضيات ولاية اللـه:
1- اتخاذ اللـه سبحانه وتعالى حكماً: قال تعالى: ( أَفَغَيْرَ اللـه أَبْتَغِي حَكَماً ) ، لا يمكن أن أتخذ غير اللـه حكماً يحكم في الأمور.
2- إفراد اللـه بالنسك: ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للـه رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ ) فالذي يشرك مع اللـه في العبادة ليس يوالي اللـه عز وجل مطلقاً، إذ كيف يشرك معه وهو يواليه.
3- تولية اللـه في جميع الشئون والأحوال: إذا كانت ولايتك للـه صحيحة فلا بد أن تتمسك بدين اللـه، وتترك ما أحدث الناس في الدين من البدع.
4- محبة أحباب اللـه: أن تحب أحباب اللـه أن تحب أولياء اللـه سبحانه وتعالى، وتعادي من عادى اللـه، ومن أبغض اللـه.
5- تحمل الأذى في سبيل اللـه: لأن هذه الولاية ستكلفك أشياء عظيمة؛ قد تكلفك حياتك قد تكلفك مالك وابتعادك عن أرضك.
6- عدم اتخاذ أعداء اللـه أولياء: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) ،وهناك كثير من المسلمين اليوم يسارعون في موالاة الكفار ومصادقتهم وعقد الأحلاف للنصرة فكيف يجتمعان في قلب عبد؟
- احذر كل الحذر: قال بعض السلف: لا تكن وليا لله في العلانية وعدوه في السر.