البحث
سنة مخالفة الطريق يوم العيد
من الجميل أن يتواصل المجتمع المسلم بالحبِّ والمودَّة والعلاقة الطيبة، ويأتي العيد ليكون فرصة كبيرة لتحقيق هذا التواصل وترسيخه؛ ولذلك يُفَضَّل للمسلم أن يلتقي بأكبر عدد من المسلمين في يوم العيد ليرفع من درجة التواصل ولو بمجرَّد السلام؛ ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب إلى صلاة العيد من طريق ويعود من طريق آخر، فيتحقَّق له رؤية أكبر عدد من المسلمين في الطريقين؛ فقد روى البخاري عَنْ جابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ".
ولعله للسبب نفسه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُفَضِّل ركوب الدابَّة في طريقه إلى صلاة العيد، ليكون سيره المتمهِّل فرصة للسلام على الناس؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: حسن- عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: "مِنَ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى العِيدِ مَاشِيًا، وَأَنْ تَأْكُلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ".
وينبغي على المسلم أن يلاحظ الغرض من مخالفة الطريق، وهو السلام على المسلمين وتهنئتهم، فلا يسير صامتًا دون تحية الناس؛ بل من السُّنَّة أن يُكْثِر من السلام عليهم حتى لو لم يكن يعرفهم.
ولا تَنْسَوْا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].