البحث
سُنَّة غُسْل الجمعة
إن دينًا يحضُّ أتباعه على النظافة بهذه الصورة لدين عظيم حقًّا! فلم يكتفِ الإسلام بنظافة أفراده، إنما حرص كذلك على عدم إيذاء الآخرين بأي صورة من صور الأذى الذي تعافُّه النفس البشرية، فلا منظرَ قبيحٌ، ولا رائحةَ كريهةٌ؛ خاصة في الاجتماعات الضخمة التي يُشارك فيها عدد كبير من المسلمين؛ ومن هنا كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغتسل يوم الجمعة، وأمر أتباعه بذلك حتى لا يتأذَّى أحدٌ بشيء، وقد ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بذلك في قول قاطع؛ وذلك كما روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ".
والعلماء مختلفون في مسألة تأثُّم تارك غُسل الجمعة، وفي مَنْ يلزمه هذا الغسل؛ ولكن الجميع متفق على أهمِّيته، وعلى دوام فعل الرسول صلى الله عليه وسلم له، وقد عظَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجر هذا العمل؛ فقال -فيما رواه أبو داود، وقال الألباني: صحيح. عن أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه-: "مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا".
وواضح من الحديث أن هناك منظومة متكاملة من السنن ينبغي أن يحرص عليها المسلم حتى يتحقَّق له هذا الأجر الكبير، وهي في الواقع سنن سهلة وجميلة، ونسأل الله أن يُيَسِّرها علينا.
ولا ننسَ شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].