1. المقالات
  2. رعاية العلم والمعرفة
  3. حثه على طلب العلم

حثه على طلب العلم

5978 2007/11/22 2024/12/18

يقول ول ديورانت : "تدل الأحاديث النبوية على أن النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ كان يحث على طلب العلم ويعجب به، فهو من هذه الناحية يختلف عن معظم المصلحين الدينيين" [1] .. وتقول هونكه [2] :" لقد أوصى محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ كل مؤمن رجلاً كان أو امرأة بطلب العلم، وجعل من ذلك واجبًا دينيًا. وكان يرى في تعمق أتباعه في دراسة المخلوقات وعجائبها وسيلة للتعرف على قدرة الخالق. وكان يرى أن المعرفة تنير طريق الإيمان.. ويلفت أنظارهم إلى علوم كل الشعوب، فالعلم يخدم الدين والمعرفة من الله وترجع إليه، لذلك فمن واجبهم أن يصلوا إليها وينالوها أيًا كان مصدرها ولو نطق بالعلم كافر. وعلى النقيض تمامًا يتساءل بولس الرسول paulus مقرًا: (ألم يصف الرب المعرفة الدنيوية بالغباوة)؟ ..." [3]

وهي لفتة ذكية من هونكه في الفرق بين وجوب طلب العلم في تعاليم محمد~ صلى الله عليه و سلم ~، وتحريم المعرفة في تعاليم بولس ومِن خلفه الكنائس النصرانية في عصور الظلام !

تماماً كما قارنت الدكتورة هونكة في موضع آخر ، حيث قالت : "نادى النبي بالطموح إلى المعرفة والسعي إلى العثور عليها، وقد أدى ذلك إلى اندفاع العرب بأسرهم إلى المدارس يعلِّمون ويتعلمون، بينما كان الغربيون يتباهون بجهلهم للقراءة والكتابة !" [4] .

ومن ثم تقول تزفسكن [5] :

 " لم يتبيّن لي الفرق الشاسع بين تعاليم الإسلام وبين كثير من العادات الشرقية إلا عندما دخلت عالم الإسلام الروحي عن طريق القرآن والكتابات الإسلامية.. فشعرت ببطء كيف يجذبني الإسلام. وكانت تعاليمه تخاطب عقلي وفطرتي. وكان من أهم ما شدّني ...الاجتهاد في طلب العلم الذي يُعتبر فريضة على كل مسلم ومسلمة.. " [6] .

وهوالأمر الذي نال إعجاب وتقدير لامير [7] التي تقول: "في الوقت الذي تهاوت فيه تعاليم الأديان الأخرى ومبادئها أمام جبروت العلم؛ أخذ علماء الدنيا في الوقت الحاضر يتطلعون إلى الإسلام طالبين السلوى، لأن تعاليمه أقرب إلى العلم من أي دين آخر. بل إن الإسلام يحض على العلم. وهو دين تقدمي يناسب كافة المناخات والبلاد، كما يصلح لجميع العصور" [8] .

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] ول ديورانت : قصة الحضارة ،13 / 167

[2] دكتورة زيغريد هونكه : مستشرقة ألمانية معاصرة، وهي زوجة الدكتور شولتزا، المستشرق الألماني المعروف الذي تعمق في دراسة آداب العرب والمسلمين  والاطلاع على آثارهم ومآثرهم. من آثارها: (أثر الأدب العربي في الآداب الأوروبية) ، و(الرجل والمرأة) وهو يتناول جانبًا من الحضارة الإسلامية (1995)، و(شمس الله تسطع على الغرب) الذي ترجم بعنوان: (شمس العرب تسطع على الغرب).

[3] زيغريد هونكه: شمس العرب تسطع على الغرب، ص 369

[4] زيغريد هونكه: شمس العرب تسطع على الغرب، ص 369

[5] فاطمة تزفسكن: من تشيكوسلوفاكيا كانت تحمل اسم (مونيكا). ولدت عام 1943م، قرأت كثيرًا واتصلت بعدد من المسلمين الألمان، وبعد أن اقتنعت بالإسلام دينًا، أعلنت انتماءها إليه عام 1963م.

[6] انظر: عرفات كامل العشي: رجال ونساء أسلموا ، 2 / 98 – 99 .

[7] فاطمة سي لامير : ألمانية، لم تقنعها الديانة النصرانية، فأخذت تتصل منذ مطلع عام 1951، عن طريق المراسلة، بعدد من المسلمين الذين شرحوا لها مبادئ الإسلام، فانشرح صدرها له وانتمت إليه.

[8]انظر: عرفات كامل العشي:  رجال ونساء أسلموا ، 3 / 96 .

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day