نعلم جميعًا أن الشيطان يزين المحرمات، لكن ما لا نتذكره بنفس الدرجة هو أنه أيضًا يقبح لنا الطاعات والمباحات.
ويمكن فهم ذلك من عموم ما حكاه القرآن من قول الشيطان: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} [الأعراف من الآية:16]، ومن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشيطانَ قَعَدَ لِابنِ آدمَ بِأَطْرُقِهِ» (صحيح الجامع؛ برقم: [1652])، وذكر النبي بعد ذلك طريق الإسلام وطرق الطاعات.
استحضار ذلك يساعد على فهم بعض الظواهر المزعجة.
فمثلًا، تكثر شكاوى العاقدين على فتيات والمقبلين على الزواج منهن أنهم فقدوا الانجذاب نحوهن. قد يكون لهذا تفسير نفسي، لكن يحسن أيضًا استحضار حقيقة أن الشيطان الذي يزين للشاب العلاقات المحرمة يقبح له في الوقت ذاته العلاقة المباحة الطاهرة. وقد ينفر الرجل عن زوجته مع أنها على قدر من الجمل، بينما يزين له الشيطان التفريط في التعامل مع امرأة لا تحل له في محيط العمل مثلًا.
علينا أن نتذكر أن الطاعات والمباحات هي في حقيقتها جميلة، فالله تعالى وصفها بالطيبات: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ} [الأعراف من الآية:157] فإن رأيناها منفرة فهذا من الشيطان، بينما المعاصي والمحرمات -كالعلاقات غير المباحة- هي في ذاتها قبيحة: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف من الآية:157] فإن رأيناها جميلة فهذا من الشيطان.
إدراك هذا يساعدنا في تكييف شعورنا حسب الحقائق، وأن ننفض عنها غبار الشيطان.