أحببت أنبياء الله، أحببت كونهم بشراً مثلنا، ولكن الله صنعهم علي عينه واختصهم بفضله، عشت معهم واستغرقتني قصصهم "المبهرة" وملكت علي حياتي، كلما زادت الهموم شكوت بثي وحزني إلي الله مع يعقوب عليه السلام ... وفي مواقف الشهامة والرجولة توليت إلي الظل مع موسي عليه السلام وأخبرت ربي أنني لما أنزل إلي من الخير فقير، فقير "حقاً وصدقاً" يارب... وعند البلاء ناديت ربي "بحياء" مع أيوب عليه السلام مكتفياً بعلمه بحالي وأنني قد مسني الضر وأنه سبحانه أرحم الراحمين ... وكلما زاد الكرب واشتد الظلام ناديت مع يونس عليه السلام معترفاً بأنني كنت من الظالمين، نعم، كنت "ومازلت" من الظالمين!
وعند اشتداد المحن وتزلزل اليقين وجدتني أقف مستمعاً لخير من مشي علي الأرض صلي الله عليه وسلم وهو في الغار مع الصديق، والمشركون قد اقتربوا تماماً! فماذا قال؟! قال: «ماظنك باثنين الله ثالثهما»، ماهو ظني -بأبي أنت وأمي ونفسي يارسول الله- ظني كله خير وأمالي كبيرة ويقيني عظيم، فمن كان الله معه فماذا فقد؟! لاشئ ... لاشئ نهائياً!
اللهم إنك تعرف أنني أحببت أنبيائك حباً ملك علي نفسي، حاولت "بصدق" أن أتشبه بهم، لكن الحقيقة أنني أبعد ما أكون عنهم، وكيف لمثلي؟!
فاللهم إذا جاءت نهايتي وغادرت قطار الحياة في المحطة "المقدرة"، اللهم اجمعني بهم، فقد أحببتهم فعلاً يارب وحاولت ... كثيراً ماحاولت يارب!