البحث
الاستغفار: الحصن المنيع من العذاب
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
الاستغفار نعمة كبيرة أكرم الله تعالى بها المسلمين، وأمر الله الغفور الرحيم بملازمته والحرص عليه، وجعل الله جل جلاله الاستغفار حصنا منيعا من العذاب؛ فقال الله سبحانه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال:33]. ولنا في الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وهو خير البشر قاطبة، وأكثر من لزم الاستغفار، وسعى إليه؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «واللَّهِ إنِّي لَأستَغفرُ اللَّهَ وأتوبُ إليهِ في اليومِ أَكْثرَ مِن سَبعينَ مرَّةً» (البخاري).
والاستغفار طريق مثمر للوصول للجنة والتمتع بنعيمها؛ فعن شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة» (البخاري). والاستغفار يجلب الرزق والبركة، وهو مفتاح لكل خير في الدنيا والآخرة؛ قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {فقلت اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} [نوح:10-12].
فالمسلم يحرص كل الحرص على المواظبة على الاستغفار، تدبرا وإجلالا لله الكريم، و ندما على الذنب وإقرارا بنعمة الله تعالى، وعزما على التوبة الصادقة، وإن تكرر الذنب مرارا فلا يقنط من رحمة الله تعالى؛ بل يعلم يقينا أنه يطلب المغفرة من الله الكريم الذي لا يرد السائلين.