ذكر ربنا سبحانه صنف من أهل الكتاب رسخوا في العلم واستقر الإيمان في قلوبهم فكان الامتداد الطبيعي لإيمانهم الراسخ هو الإيمان بخاتم الرسل وخاتم الكتب والدخول في الإسلام.
كان منهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم سلمان الفارسي من علماء النصارى وعبد الله بن سلام من أحبار اليهود.
ولازالت الحشود الصادقة الصالحة تتجدد حتى يومنا الحاضر ومنهم دعاة برزوا وأضحوا مصابيح للدعوة والنور في العالم مثل الداعية الأمريكي يوسف إستس والألماني بيير فوجل وغيرهم الكثير.
قال تعالى:
{لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:162].
قال السعدي في تفسيره: لما ذكر معايب أهل الكتاب، ذكر الممدوحين منهم فقال: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} أي: الذين ثبت العلم في قلوبهم ورسخ الإيقان في أفئدتهم فأثمر لهم الإيمان التام العام {بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزلَ مِن قَبْلِكَ}.
وأثمر لهم الأعمال الصالحة من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة اللذين هما أفضل الأعمال، وقد اشتملتا على الإخلاص للمعبود والإحسان إلى العبيد. وآمنوا باليوم الآخر فخافوا الوعيد ورجوا الوعد.
{أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا} لأنهم جمعوا بين العلم والإيمان والعمل الصالح، والإيمان بالكتب والرسل السابقة واللاحقة.