1. المقالات
  2. أعمال القلوب
  3. هل تصدقت اليوم؟!

هل تصدقت اليوم؟!

تحت قسم : أعمال القلوب
1722 2016/03/11 2024/03/28

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، الصدقة من أبواب الأجر الكبيرة، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية شواهد عظيمة على فضل الصدقة وأثرها الملموس في نجاة المسلم وفي قربه من الله الكريم، قال الله جل جلاله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:245]، وفي هذه الآية الكريمة تعظيم لأجر الصدقات بمضاعفته، وكثرته، وهو أمر يحث المسلم على الإكثار من الصدقات، واقتناص الفرص للتصدق في مشاريع الخير وأعمال البر، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:274]، وفي الآية الكريمة جمال وكمال، فلم يتم تحديد الأجر، وإنما تم توصيفه بأنه عند الله رب العالمين، وهو أكرم الأكرمين، يجازي المحسنين، ويكرم من كان من المتصدقين.


وفي السنة النبوية منابع عذبة في فضل الصدقة والمتصدقين، فعن عُقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلُّ امرِئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتى يُقْضَى بين الناسِ»(صححه الألباني)، وعن أبي مسعودٍ الأنصاري عقبةَ بنِ عمرِو بن ثعلبةَ رضي الله تعالى عنه أنَّ رجلًا تصدَّق بناقةٍ مخطومة في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأتينَّ يومَ القيامةِ بسبعِمائةِ ناقةٍ مخطومة» (النسائي وصححه الألباني)، فما أحوجنا للصدقات لكي تكون زادا لنا في هذا اليوم العظيم، ونجاة من العذاب الأليم.

وفي الصحيحين (البخاري ومسلم) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يومٍ يصبحُ العبادُ فيه، إلا ملَكان ينزلان، فيقول أحدُهما: اللهم أعطِ مُنفقًا خلفًا، ويقول الآخرُ: اللهم أعطِ مُمسكًا تلفًا»، فمن يتأمل هذا الحديث الشريف يسعى كل السعي لكي يتصدق كل يوم بما يتيسر له، وفي ذلك أبواب خير كثيرة، زجاجة مياه تعطيها لأحد المارة، زجاجة عصير تعطيها لأحد الفقراء، ثمرة من ثمار الفاكهة تعطيها لمحتاج، حلوي تعطيها لمجموعة من الأطفال، تشتري طعاما لأحد الفقراء في الشارع، وغير ذلك من أبواب الصدقات الكثيرة.


أخي الكريم: الصدقة باب للنجاة، فاحرص عليه، واسع إليه، واسأل نفسك كل يوم: هل تصدقت اليوم؟!
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتصدقين، الشاكرين، المحسنين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.

 

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day