قرأت عشرات الكتب التي تؤصل لأهمية "التفكير الإيجابي"، وأثره الرائع على الصحة الجسدية، والنفسية، والقدرة على الإنجاز، وتحقيق مستوى حياة أكثر استقرارًا، وسعادةً.
لم أنتفع بشيء كما انتفعت "بتدريبات الحمد والشكر"، مصطلح، ونعمة رزقني الله بها، وجعل جدةَ إحدى صديقاتي -الصعيديات- سببًا في أن تعلمني إياها، إنها حكمة الكبار، أصحاب القلوب الموصولة بالله، والفطرة النقية.
التدريب يتلخص في الآتي:
١- نسمع دومًا عن فوائد وأهمية التمرينات الرياضية صباحًا، وكيف تنشط الجسم، وتقويه، وتدريبات الحمد، والشكر هى تنشيطٌ للقلب، والروح، فتبث فيهما ماء الحياة، والأمل، وتطرد عنك تراكمات الهم، والحزن.
٢- ببساطة التمرينات عبارة عن: ورد صباحي حين الإستيقاظ مباشرةً، ووردٌ ليلي قبل النوم مباشرةً، تنسى أي شيء، ولا تتفكر إلا في نعم الله عليك، وتجعل هذا الورد هو أول ما تفعل في يومك، وآخر ما تفعل في ليلتك، وتبدأ في تعداد النعم: الحمدلله على نعمة الإيمان، الحمدلله على نعمة العافية، الحمدلله على نعمة السمع والبصر، الحمدلله على نعمة العقل، وهكذا.. وتراقب يوميًا قدرتك على التفكر، والتعداد، و تبدأ في التفكير في نعم عظيمة أخرى كنت غافلًا عنها، و تعددها، و تراقب تزايد قدرتك على استبصار، واضافة نعم جديدة، و فريدة وعدها، و مهما حاول عقلك الواعي، أو الباطن ليأخذك إلى التفكير في الهموم، ومشاغل الحياة ومشاكلها تغلب عليه، وبدلًا من أن تنام و تستيقظ وأنت (بتعد عفاريت السقف، أو هتموت من الحزن) "على رأي الجدة المباركة"، نم و استيقظ وأنت تتأمل في أعظم، وأجمل ما أنعم الله عليك به، و لن تحاول أن تحصيه أبدًا، ولو حرصت!
٣- الفوائد العظيمة لهذه التمرينات القلبية لن أتحدث أنا عنها، سأتركك أنت بنفسك تنعم بأثرها الجميل، الإيجابي على قلبك، وروحك، ونفسك، ومن جمالها، لن تستغني عنها أبدًا، وستصبح من أحب، وأجمل عباداتك القلبية إليك لما ستخلفه من سعادةٍ، وراحةٍ، وقُربٍ من الله، وحبٍ له سبحانه وتعالى، وتصالُحٍ وسلامٍ نفسي ستجد أثره، وبركته في كل شيء بإذن الله، وتوفيقه، يقول سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِين} [الزمر الآية:66]