البحث
اتل ما أوحي إليك
لا ملجأ للإنسان و لا مفر له و لا نجاة من كل ما يحيط به من مخاطر إلا إلى الله فإليه وحده الفرار و وحده يكفل الحماية و الحفظ .
و الله رب العالمين أنزل كلماته ليحيا بها أهل الأرض و يتدبروا معانيها و يعملوا بأحكامها و يسعوا جهدهم في الدعوة إليها فهي الهادية إلى السعادة و الطمأنينة و الصيانة من كل سوء و الحصول على كل خير إذا عمل الإنسان بها و صبر و استقام على أمر الله .
و تلاوة هذه الكلمات لا تعني فقط مجرد التلفظ دون الفهم و العمل و إنما التلاوة هي اتباع الوحي بمعرفة معانيه وفهمها، وتصديق أخباره، وامتثال أوامره ونواهيه .
قال تعالى :
{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا } [الكهف 27]
قال السعدي في تفسيره :
ولما أخبر أنه تعالى، له غيب السماوات والأرض، فليس لمخلوق إليها طريق، إلا عن الطريق التي يخبر بها عباده، وكان هذا القرآن، قد اشتمل على كثير من الغيوب، أمر تعالى بالإقبال عليه فقال: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا }
التلاوة: هي الاتباع، أي: اتبع ما أوحى الله إليك بمعرفة معانيه وفهمها، وتصديق أخباره، وامتثال أوامره ونواهيه، فإنه الكتاب الجليل، الذي لا مبدل لكلماته، أي: لا تغير ولا تبدل لصدقها وعدلها، وبلوغها من الحسن فوق كل غاية { وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا } فلتمامها، استحال عليها التغيير والتبديل، فلو كانت ناقصة، لعرض لها ذلك أو شيء منه، وفي هذا تعظيم للقرآن، في ضمنه الترغيب على الإقبال عليه.
{ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا } أي: لن تجد من دون ربك، ملجأ تلجأ إليه، ولا معاذا تعوذ به، فإذا تعين أنه وحده الملجأ في كل الأمور، تعين أن يكون هو المألوه المرغوب إليه، في السراء والضراء، المفتقر إليه في جميع الأحوال، المسئول في جميع المطالب.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن