البحث
أتحبه لأمك؟
1422
2019/05/16
2024/11/22
ولننظر إلى طريقته التربوية الرائعة التي يجب أن تكون منهاجًا في التعامل مع الشباب والمراهقين، حين جاءه شابٌّ يريد أن يأذن له في الزنا، إنها طريقة الحوار والمصارحة، والتي نغفل عنها كثيرًا في تعاملنا ودعوتنا للآخرين:
لقد أتى فتى شابٌّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ائذنْ لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مَهْ، مَهْ، فقال: ادنُهْ، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: أتحبُّه لأمِّك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمَّتك، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال: أفتحبه لخالتك، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال: فوضع يدَه عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبَه، وطهِّر قلبَه، وحصِّن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيءٍ[1].
هكذا كانت طريقته - صلَّى الله عليه وسلَّم - مليئةً بالحب والرحمة والشَّفقة بأمته وبجميع البشر.
فسلامًا وصلاة عليك أيها المبعوث رحمةً للعالمين، وجعلنا نسير على خطاك؛ كي نكون من أهل الفلاح في الدنيا والآخرة.
-------------------------------
[1] الراوي: أبو أمامة الباهلي، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم (1/ 712).