البحث
أنواع كتب السنة النبوية
ومما مضى يتبين لنا أنواع كتب السنة النبوية:
فكان لكل إمام من أئمة الحديث منهج في كتابة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنهم من اشترط الصحة في الحديث الذي يدوِّنه، ووضع شروطاً للحديث الذي يحكم عليه بالصحة، كالإمام البخاري والإمام مسلم والإمام ابن خزيمة.
ومنهم من جمع الصحيح والقريب منه المنقول عن طريق رجال ثقات، ولكنه لم يتشدد كثيراً في قضية الضبط، فكان في كتابه الصحيح والحسن والضيف المقبول كأبي داود والترمذي والنسائي.
ومنهم من جمع كل ما وصل إليه من الحديث النبوي، ولم يتحر الصحة أو الحسن وإنما أراد أن يجعل كتابه جامعاً لكل ما وصل إليه بالسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل: الإمام عبدالرزاق الصنعاني، وابن ماجه.
وفيما يلي تعريف بأهم أنواع هذه الكتب:
كتب الجوامع:
وهي الكتب التي جمعت كل ما وصل إلى المؤلف من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقائد والعبادات والمعاملات والغزوات والتفسير والفضائل.. سواء التزم أصحابها بالصحة أم لم يلتزموا ومن أمثلة هذه الكتب:
• الجامع الصحيح للإمام البخاري (ت 256هـ) وقد التزم فيه الصحة، وهو أصح كتاب بعد القرآن الكريم.
• الجامع الصحيح للإمام مسلم (ت261هـ) وقد التزم فيه الصحة، ولكن شروط التصحيح عنده أخف من شروط البخاري، فهو الكتاب الثاني بعد كتاب البخاري.
• الجامع الصحيح للإمام الترمذي (ت 279هـ) ولم يلتزم فيه بالصحة.
• الجامع الصحيح للإمام ابن خزيمة (ت 311هـ) التزم فيه الصحة، ولكن شروطه في التصحيح غير شروط الشيخين.
كتب السنن:
وهي الكتب التي أوردت الأحاديث النبوية المتعلقة بأبواب الفقه فرتبها أصحابها على أبواب الفقه مثل: كتاب الطهارة، وكتاب الصلاة وكتابة الصوم، والزكاة والحج، والنكاح. ومن أشهرها:
• سنن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت275هـ) وقد جمع في كتابه الصحيح والحسن، ولم يورد الضعيف إلا نادراً، وقد نبه عليه، وضعيفه مقبول، وليس فيه الضيف المردود أو الموضوع.
• سنن النسائي: للإمام أبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت303هـ) وهو كذلك على أبواب الفقه وفيه الصحيح والحسن والضعيف المقبول.
• سنن الدارمي: عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي (ت 255هـ).
• سنن ابن ماجة للإمام محمد بن يزيد بن ماجة القزويني (ت273هـ) وفيه الصحيح، والحسن، والضعيف وبعض الضعيف المردود.
• هذه أشهر كتب السنن، وقد تلقتها الأمة بالقبول، مع كتب الجامع الصحيح للشيخين (البخاري ومسلم)، وللترمذي.
كتب المسانيد:
هي الكتب الحديثية التي صنفها مؤلفوها على مسانيد أسماء الصحابة، بمعنى أنهم جمعوا أحاديث كل صحابي على حدة.
ومن أشهر كتب المسانيد:
• مسند الإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241هـ.
• مسند الحميدي (أبي بكر عبدالله بن الزبير الحميدي) المتوفى سنة 219هـ.
• مسند الطيالسي (أبي داود بن سليمان بن داود الطيالسي) المتوفى سنة 204هـ.
• مسند أبي يعلي المصولي (أحمد بن علي المثنى الموصلي) المتوفى سنة 307هـ.
• مسند عبد بن حميد المتوفى سنة 249هـ.
المصنفات:
هي الكتب التي رتبها أصحابها على أبواب الفقه، واشتملت على الأحاديث المرفوعة والموقوفة والمقطوعة، فهي لم تقتصر على الأحاديث النبوية بل ذكرت أقوال الصحابة، وفتاوى التابعين وفتاوى أتباع التابعين أحياناً.
ومن أشهر المصنفات:
• المصنف لأبي بكر عبدالرزاق بن همام الصنعاني المتوفى 211هـ.
• المصنف لأبي بكر عبدالله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي المتوفى 235هـ.
• المصنف لبقي بن مخلد القرطبي المتوفى 276هـ.
• المصنف لأبي سفيان وكيع بن الجراح الكوفي المتوفى 196هـ.
• المصنف لأبي سلمة حماد بن سلمة البصري المتوفى 167هـ.
الفرق بين هذه الأنواع من الكتب إجمالاً:
مما تقدم في تعاريف هذه الأنواع من الكتب الحديثية فإن:
• الجوامع تشتمل على جميع أبواب الدين، وهي مقتصرة على الأحاديث النبوية.
• السنن: مرتبة على الأبواب الفقهية، فهي مقتصرة على الأحاديث النبوية.
• المسانيد: مرتبة على أسماء الصحابة، فجمعوا أحاديث كل صحابي في مكان واحد على حدة.
• المصنفات: مرتبة على أبواب الفقه وتشتمل على الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة وفتاوى التابعين وتابعيهم أحياناً [1].