البحث
ما يتم بذله في العصر الحديث لخدمة السنة النبوية
من الموضوعات التي اهتم بها العلماء والباحثون في هذه الفترة الزمنية المعاصرة، وأولوها عنايتهم:
أولًا : اهتمام المعاصرين بتاريخ السنة النبوية وعلوم الحديث:
- حيث عرضوا لمراحل كتابة الحديث النبوي، ثم جمعه وتدوينه ثم تصنيفه، ومناقشة ما أثير حول ذلك تفصيلاً - وبخاصة من قبل المستشرقين - ، وذكر الأدوار التاريخية التي مر بها.
- كما عرضوا للمراحل التي مر فيها فَنُّ (علوم الحديث)،منذ نشأته في عصر الصحابة رضوان الله عليهم، وما كان فيه من ظهور أصول قوانين الرواية وتوثيق الحديث سنداً ومتناً، إلى وقتنا الحاضر.
- كما بحثوا طويلاً في مسألة ظهور الوضع في الحديث، وأطواره، وبيان أسبابه، ووسائل مواجهته، وجهود العلماء في مقاومته.
- كما اتجه بعضهم للتأريخ للسنة النبوية وعلومها في رقعة جغرافية من رقاع العالم الإسلامي بخصوصها، وضمن فترة زمانية محددة.
- واتجه آخرون إلى التأريخ لجهود المرأة في خدمة الحديث النبوي في فترات زمانية محددة.
- و إذا كان (علم أصول الفقه) هو ميزان المعقول، فإنَّ (علم أصول الحديث) هو ميزان المنقول، وكلا العلمين يمثل إضافة حقيقية هامة ومتفردة في التأصيل للفكر المنهجي، والتحصين الثقافي، والتميز الحضاري للمسلمين، ففيهما وقع الردّ على تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
- و(علم أصول الحديث)، بما اشتمل عليه من القواعد والقوانين المعرَّفة مجال الراوي والمروي من حيث القبول والرد؛ يمثل منهجاً نقدياً محكماً في شمولية وتوازن، تمّ به حفظ الدين الإسلامي من التحريف والتبديل من خلال حفظ (الحديث النبوي) من الخلط فيه، أو الدس والافتراء عليه.
- فهو يحقق ولاء المسلم وانتماءه إلى دينه في المآل.
- لقد عمل هذا العلم - ومازال، وسيبقى بمشيئة الله تعالى -، على الحيلولة دون تسلل الخرافة وتفشي البدعة في الحياة الإسلامية.
- ومن ثَمَّ جاءت عناية العلماء في هـذه الفترة الزمنية المعاصرة - في التصنيف في (علوم الحديث)، امتداداً للجهود الأصيلة لعلماء الحديث وأئمته في هذا الجانب على مدار القرون السالفة،تمكيناً وتأكيداً لتلك الغايات مجتمعة.
- وإلى جانب ما تميزت به بعض المؤلفات المعاصرة في (علوم الحديث)، من تجديد في العرض أو الصياغة أو النـقد أو الإضافة أو التطبـيق؛
- فإنَّ ربط (علوم الحديث) بحجية السنة ومكانتها وتاريخها ودفع الشُّبَه عنها، كان من السمات الرئيسة التي تميزت بها تلك المصنفات المعاصرة وينبغي أن نكون على ذُكْرٍ هنا أنَّ جانب التأريخ للسنة وعلومها في أدوارها المختلفة، كان رصيفاً للجانب المتعلق بحجية السنة المطهرة ومكانتها والثقة بها ودفع الشُّـبَه عنها،.
فكان كلُّ جانبٍ يكمل الجانب الآخر، ويظهره، ويمكَّن له.
ثانيًا : اهتمامهم بحجيَّة السنة النبوية ومكانتها، ودفع الشبه عنها و شروح هامة لها.
و من أبرز المصنَّفات في ذلك :
1. (حجية السُّـنَّة). عبد الغني عبد الخالق رحمه الله تعالى (1326- 1403هـ) وتاريخ مقدمته عام (1361هـ)، وقد صدر في طبعته الأولى عام (1407هـ)،عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي في أمريكا، في (598) ص.
ويعد هذا الكتاب بحق من أوفى الكتب في موضوعه، وأكثرها جِدَّةً ومنهجيةً وإحكاماً ورسوخاً.
وقد أحسن الدكتور محمد مصطفى الأعظمي عندما قال في حقَّه - كما في تقدمة المعهد للكتاب ص17:" إنَّه كتاب عظيم لو قُدَّرَ له أن يُنشر في وقته وبعد إعداده مباشرة لكان له أعظم الأثر على دراسات السنة والحديث وعلومه في سائر أنحاء الدنيا، وهو لا يزال قادراً على تغيير مجرى الدراسات المعاصرة والمنتظرة في السنة، وردَّ الكثير من الشبهات المثارة حولها.
2. (دفاع عن السنة وردَّ شُبَه المستشرقين والكُتَّاب المعاصرين).محمد بن محمد أبو شهبة رحمه الله تعالى (1332-1403هـ).
وكان تأليفه له عام (1365هـ)، وقد صدرت له طبعات عدة، منها: طبعة صدرت عام (1409هـ)، عن مكتبة السنة في القاهرة وعدد صفحاته (250) صفحة، وقد ضُمَّ إليه كتابه الآخر الذي لم ينُشر من قبل.
3. (بيان الشُّبَه الواردة على السنة قديماً وحديثا وردّها ردّاً علمياً صحيحاً).
وقد وصف رحمه الله تعالى كتابه الثاني هذا بقوله في ص 329 منه: " هذا الكتاب الذي يعتبر عُصارة ذهني وعقلي وقلبي وخلاصة عمرٍ طويلٍ في دراسة السنة النبوية المطهرة والردود على ما يثار حولها من شُبَهٍ وتجنياتٍ وأباطيل، ما يزيد عن ثلث قرن من الزمان، ولله الحمد والمنة". وكتابه هذا يقع في (144) صفحة.
4. (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي).
مصطفى حسني السباعي رحمه الله تعالى (1333-1384هـ). وتاريخ مقدمته له كان عام (1368هـ). وصدر له طبعات عدة، الثانية منها عن المكتب الإسلامي في بيروت، عام (1396هـ)، في (448)ص.
وممّا جاء في تقدمة الدكتور محمد أديب الصالح له ص: (هـ): "وبطريقة منهجية جامعة فَنَّدَ آراء المخالفين قديماً وحديثاً، وعرض لمواقف بعض المستشرقين والمستغربين، وكشف بالروح العلمية المنصفة مواقعهم وما وراء اتجاهاتهم من جهل وتزوير ".
وكان لهذا الكتاب على مدار الأعوام الأربعين السالفة - وما يزال -، بالغ الأثر في التمكين للسنة المشرفة، والذود عنها، ودحض الشبهات القديمة المتجددة حولها.
5. (الأنوار الكاشفة لما في كتاب " أضواء على السنة " من الزلل والتضليل والمجازفة).
عبد الرحمن بن يحيى المُعَلِّمي اليماني رحمه الله تعالى (1313-1386هـ).
قال في مقدمته:" فإنَّه وقع إليَّ كتاب جمعه الأستاذ محمود أبو رية وسمَّاه " أضواء على السنة النبوية " فطالعته وتدبرته، فوجدت تهجماً وترتيباً وتكميلاً للمطاعن في السنة النبوية....... ورأيت من الحق عليَّ أن أضع رسالة أسوق فيها القضايا التي ذكرها أبو رية، وأعقب كل قضية ببيان الحق فيها متحرياً إن شاء الله تعالى الحق....".
6. (تحقيق معنى السنة وبيان الحاجة إليها). سليمان النَّدْوي رحمه الله تعالى (ت 1373هـ).
7. (دفاع عن أبي هريرة). و يعد هذا الكتاب من أفضل ما كتب في بابه و هو مجلد ضخم أكثر من 500 صفحة. عبد المنعم صالح العلي (و شهرته / محمد أحمد الراشد) .
8. (منـزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يُستغنى عنها بالقرآن). الشيخ /محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى (1333- 1420 هـ).
9. (القرآنيون و شبهاتهم حول السنة). الشيخ / خادم حسين إلهي بخش.
10. (موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية).الشيخ /الأمين الصادق الأمين.
11. (مكانة السنة في التشريع الإسلامي ودحض مزاعم المنكرين والملحدين). الشيخ / محمد لقمان
12. (الحديث والمحدَّثون-أو عناية الأمة الإسلامية بالسنة النبوية-).
محمد محمد أبو زهو رحمه الله تعالى (ت 1403هـ) - والكتاب تأريخ للسنة المشرفة في أدوارها المختلفة وحتى وقتنا المعاصر.
13. (السنة قبل التدوين). محمد عجاج الخطيب - وهو من الدراسات الأولى في موضوعه.
14. (بحوث في تاريخ السنة المشرفة). الشيخ الدكتور / أكرم ضياء العمري.
15.(لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث). العلامة / عبد الفتاح أبو غدة - رحمه الله تعالى ((1336-1417هـ) ، وصُلْب هذه الدراسة: التأريخ للوضع في الحديث، وذكر أطواره، وبيان أسبابه ونتائجه، وبحث أهم الأسس التي أقامها النقاد من علماء الحديث لصيانة السنة النبوية.
16. (دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى). آمال حسين - سلسلة كتاب الأمة .
17. (صفحات مشرقة من عناية المرأة بصحيح الإمام البخاري - رواية ودراية -). محمد بن عزوز.
18. (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير). الشيخ العلامة / أحمد محمد شاكر رحمه الله تعالى (1309-1377هـ).
19. (علوم الحديث ومصطلحه). العلامة الدكتور / صبحي إبراهيم الصالح رحمه الله تعالى (1345-1407هـ).
والطبعة (الرابعة عشر ة) عام (1403هـ)،(448)ص، وهو من المؤلفات المتقدمة والرائدة في هذه الفترة المعاصرة ، ومن مباحثه المتميزة: (تاريخ الحديث)، و(الحديث بين الشكل والمضمون)، و (مكانة الحديث في التشريع واللغة والأدب).
20. (أصول الحديث علومه ومصطلحه). محمد عجاج الخطيب.
21. تحرير مصطلح الحديث : الشيخ عبد الله الجديع .. و هو كتاب مميز في بابه و لا غني –عندي- لطالب العلم عنه .
22.(منهج النقد في علوم الحديث). نور الدين عِتْر، وهو من الكتب المتميزة في (علوم الحديث)- في هذه الفترة الزمنية-، حيث صاغ مؤلفه (علوم الحديث) في نظرية علمية كاملة تُبرز كمال هذا العلم ودقته. وقد استفاد في تقسيمه وترتيبه وعرضه من كتاب شيخه السَّمَاحي السابق (المنهج الحديث في علوم الحديث).
23. (الوسيط في علوم ومصطلح الحديث). العلامة /محمد بن محمد أبو شهبة رحمه الله تعالى (1332-1403هـ).
24. (هدية المغيث في أمراء المؤمنين في الحديث). محمد حبيب الله الشنقيطي رحمه الله تعالى (1295ـ 1363هـ).
25. (أمراء المؤمنين في الحديث). عبد الفتاح أبو غُدَّة رحمه الله تعالى (1336-1417هـ).
26. (الوضع والوضاعون في الحديث النبوي). عبد الصمد بن بكر عابد.
27. (الأحاديث القدسية ومنـزلتها في التشريع). الأستاذ الدكتور / شعبان محمد إسماعيل.
28. (أسباب ورود الحديث - تحليل وتأسيس -). الشيخ / محمد رأفت سعيد - سلسلة كتاب الأمة، قطر
29. (علم أسباب ورود الحديث وتطبيقاته عند المحدثين والأصوليين، وجمع طائفة مما لم يصنَّف من أسباب الحديث). طارق أسعد الأسعد.
30. (النسخ في السنة بين النظرية والتطبيق). سيد أحمد عبد الحميد كشك.
31. (الجرح والتعديل). الشيخ / إبراهيم بن الصَّدَّيق الغُمَاري.
32. (أسباب اختلاف المحدَّثين - دراسة نقدية مقارنة حول أسباب الاختلاف في قبول الأحاديث وردّها). خلدون محمد سليم الأحدب.
33. (أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء رضي الله عنهم). الشيخ / محمد عَوَّامة.
34. (الإسناد من الدين، وصفحة مشرفة من تاريخ سماع الحديث
عند المحدَّثين).
عبد الفتاح أبو غُدَّة رحمه الله تعالى (1336- 1417هـ)
من أبرز علماء الحديث المعاصرين .
من أبرزهم في العصور المتأخرة المباركفوري ، والسندي ، وجمال الدين القاسمي ، وإسماعيل بن محمد العجلوني .
ثم أحمد شاكر ، والألباني ، وعبد العزيز بن باز ، ومقبل بن هادي الوادعي .