البحث
عشر وقفات مع عيد الفطر
- أيها المسلمون، تجملوا، وتزينوا، وتطيبوا، قال الإمام مالك رحمه الله: سمعت أهل العلم يستحبون الطيب والزينة في كل عيد.[1]
- أيها المؤمنون، افتحوا بيوتكم وقلوبكم، وادعوا لبعضكم بقبول العمل في رمضان، وهنئوا بعضكم بعضا، فقد كان الصحابة يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك.
- أيها المسلمون، إن العفو عما مضى من أفضل الطاعات، وقد رتب الله عليه ثوابا غير محدود، فقال، فوعد بالأجر ولم يحدده، فعُلِم أنه عظيم.
(فمن عفا وأصلح فأجره على الله)
- عباد الله، اعلموا رحمكم الله أن الفرحة العظيمة يوم نلقى الله بالأعمال الصالحة، حيث يقول الله: ، فيقول:
يا أهل الجنة، يقولون: لبيك ربنا وسعديك
فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك. قالوا: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا.[2]هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟
- أيها المؤمنون، إن رمضان فرصة لتصحيح المسار، وتقوية العلاقة مع الله تعالى على وجه الاستمرار، فلنستمر في العبادة، فالعبادة لا تنتهي بنهاية رمضان، بل تنتهي بالموت، ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال أحب إلى الله ما دام وإن قَل)[3].
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين)
أيها المؤمنون، إن إصلاح النفوس وتزكيتها من أفضل الطاعات، وقد رتب الله على ذلك الفلاح فقال
(قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها).
عباد الله، إن مما يزيد في فرحة العيد إصلاح العلاقات الاجتماعية، وتجديدها، وتقويتها، وغسل النفوس مما علق بها خلال العام من الكراهية والضغائن، فهنيئا لمن استغل العيد وأصلح بين زوجين متفرقين، وجمع بين قلبين متباعدين، وكان سببا في إعادة السعادة لأبناء تلك الأسرة، أو العفو عن دم، أو إسقاط دين، أو قطيعة بين أقارب.
اللهم بارك لنا فيما آتيتنا من نعمة إدراك تمام الشهر، وبلوغ العيد، واجعلها عوناً لنا على طاعتك، اللهم ارزقنا حبك وحب كل عمل يقربنا إليك. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
شرح البخاري لابن رجب (6/68)، ط ابن الجوزي – الدمام.
رواه البخاري (6549) ومسلم (2829) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
