1. المقالات
  2. الإستقامة في مائة حديث نبوي
  3. دوام ذكر الله

دوام ذكر الله

الكاتب : محمد زكي محمد خضر
422 2022/01/05 2022/01/05

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

” يقول الله تبارك وتعالى: إذا ذَكَرني عَبدي في نفسِهِ ذكَرتُه في نَفسي ، وإذا ذكَرَني في ملأ ذكَرتُهُ في مَلأ خير مِن ملأِهِ ، وإذا تَقَرَبَ مني شبرا تَقَرّبتُ مِنهُ ذراعا ، وإذا تَقَرّبَ مني ذراعا تَقَرّبتُ منهُ باعا ، وإذا مشى إليّ هروَلتُ إليهِ ”

(متفق عليه)

ذكر الله على كل حال من أفضل العبادات ، قال الله تعالى: 

” الّذين يذكُرونَ اللّهَ قِياما وقُعودا وعلى جُنوبِهِم ”

فالذكر لا يعيقه سفر ولا عمل بدني لأن مكانه القلب والمساعد فيه اللسان ، ولذلك قال تعالى:

” فإذا قُضِيَتِ الصلاةُ فانتَشِروا في الأرضِ وابتَغوا مِن فضل اللّه ، واذكُروا اللّهَ كَثيرا لَعَلّكُم تُفلِحونَ ” 

 وقال في الجهاد: 

” ياأيُّها الّذينَ آمنوا إذا لَقيتُم فِئَة فاثبُتوا واذكُروا الله كثيرا لعلّكُم تُفلِحون ”

ولفظ الكثرة لافت للأنظار في هذه الآيات وفي غيرها كقوله تعالى: 

” والذاكِرينَ اللّهَ كَثيرا والذاكراتِ ”

وقد ذم الله تعالى المنافقين رغم ذكرهم الله عزوجل فقال: 

” ولا يَذكُرونَ اللّهَ إلاّ قَليلا ” 

فعلى المؤمن أن يكثر من ذكر الله في كل وقت ، ففي ذلك تذكرة له بربه ومن ثم بطاعته واجتناب معصيته وبعد عن الغفلة . وعلى المرء ان يكثر من ذكر الله في كل أحواله لأنه لا يعلم متى تأتيه المنية وبعد ذلك يتحسر كيف مرت به ساعة لم يشغلها بذكر الله تعالى. قال صلى الله عليه وآله وسلم حين سُئل عن أفضل الأعمال فقال: 

” أن تموتَ ولِسانُكَ رَطب بِذِكراللّه عزّ وجَلّ ” 

إذا ذكر العبد ربه نال منزلة عالية عند الله تعالى حين يذكره الله تعالى في الملأ الأعلى إن كان ذكر الله في ملأ ، أو يذكره الله في نفسه إن كان ذكره منفردا ويؤكد ذلك قوله تعالى: 

” فاذكُروني أذكُركُم ”

والعبد الصالح يذكر ربه كلما وجد إلى ذلك سبيلا . يقول الشبلي :ـ

ذكــرتـك لا أني نســيتـك لـمـحـة وأيســـر ما في الذكر ذكر لســاني

وكدت بلا وجد أموت مـن الــهوى وهــــام عليّ القـلـب بـالـخـفـقـان

فلما أراني الوجد إنـك حـاضـــــري شـهـدتـك مـوجـودا بكـل مـكـان

فخـاطـبـت مـوجــودا بغير تـكلـــم ولاحـظـت معـلــــــوما بغير عيان

فإذا أكثر العبد الذكر مع تطبيقه أوامر الله تعالى الأخرى واجتناب نواهيه ، وصل مرتبة الإحسان حين يعبد الله كأنه يراه كما مر في الحديث 

وهكذا يَعذُب الذكر للذاكر بعد أن يكابده فترة تطول أو تقصر. يقول الحسن البصري: تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة والذكر وقراءة القرآن فإن وجدتم وإلاّ فاعلموا أن الباب مقفل (أي بسبب معاصيكم). وإن من الذكر ما يفضل غيره في أوقات معينة . فالتسمية قبل الطعام والحمد بعده ، والتسبيح والتحميد والتكبير عقيب الصلوات الخمس وأذكار الصباح والمساء وغير ذلك من الذكر المسنون أفضل ما يقال في تلك الأحوال . أما الذكر العام الذي يفضل غيره بصورة عامة فهو قول لا إله إلاّ الله. ويشمل هذا الحديث ذكر الله مجتمعا بالتسبيح والتحميد والتهليل بعد الصلوات وقبل الإنصراف أو الذكر بصوت واحد أو الذكر منفردا ، والمؤمن الحق يكون مع الله لحظة ذكره مستجمعا فكره في ما يذكره خاشعا وجل القلب ، فيكون من الذين 

” إذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَت قُلوبُهُم ” 

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day