البحث
إجتناب لعب القمار
عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” مَن لَعِبَ بالنَردِ فقَد عَصى اللّهَ وَرَسولَهُ ”
( رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه)
لعب القمار محرم بالقرآن:
” ياأيُّها الّذينَ آمَنوا إنَّما الخَمرُ والميسِرُ والأنصابُ والأزلامُ رِجس مِن عَمَلِ الشيطانِ فاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحون . إنَّما يُريدُ الشيطانَ أن يوقِعَ بينَكُم العَداوةَ والبَغضاءَ في الخَمرِ والميسِرِ ويَصُدَّكُم عَن ذكر اللّهِ وعَنِ الصَلاةِ فَهَل أنتُم مُنتَهونَ ”
والميسر بأنواعه من دور قمار ورهان سباق الخيل واليانصيب والرهان على أي نوع من الألعاب المسلية سواء ما ذكره الحديث من نرد أو غيره ، كل ذلك مشمول بالتحريم . ولقد بين الله بعض الأغراض الشيطانية من التسويل للناس في لعب القمار من إيقاع البغضاء بين الناس ومن الصد عن الصلاة ، إضافة إلى أكل أموال الناس بالباطل:
” ولا تأكُلوا أموالَكُم بينَكُم بالباطلِ ”
أما اللعب الذي لا يعتمد على الرهان ولا النرد ويمكن أن ينمي القابليات البدنية والذهنية كالمبارزة أو بعض الألعاب التلفزيونية التي شاعت مؤخرا والشطرنج ، فهي مباحة شرط عدم تسببها في تأخير فريضة أو قيام بواجب . بل ويمكن أن يكون بعضها مندوبا إذا كان مفيدا لتنمية القابليات البدنية والذهنية.
وسبق أن أوضحنا في شرح الأحاديث 1 ، 25 و 45 أن الترويح عن النفس ينقلب إلى عبادة عند حضور النية . ونضيف هنا شرطا آخر وهو أن تكون الوسيلة للترويح مباحة كشرط لكي ينقلب الترويح عن النفس إلى عبادة . فالله سبحانه وتعالى لم يأمر باتباع الصراط المستقيم دون أن يوضح السبل المشروعة المؤدية إلى ذلك وحث على الأخذ بها ، وحذر من الوسائل غير المشروعة حتى وإن كان فيها فوائد قليلة أحيانا . فالوسيلة المحرمة هنا هي الربح دون بذل جهد بدني أو فكري أو بإستغلال المصادر الطبيعية التي سخرها الله سبحانه وتعالى لبني آدم ، بل استخدام لظواهر ليس للإنسان فيها فضل كالحظ أو إستغلال سذاجة بعض الناس وغشهم بوسائل ما أنزل الله بها من سلطان.