البحث
الركن الرابع: الإيمان بالرسل:
وهو الإيمان بأن الله تعالى اصطفى رسلا من البشر؛ لبيان الهدى، وتحقيق عبوديته، وإقامة ځجته، وفضل بعضهم على بعض، وهم معصومون فيما يبلغون عن ربهم، ولهم معجزات ورسالتهم
وجميعهم يصدق بعضهم بعضا في أصول الرسالة من التوحيد والعبادة، وإن اختلفت بعض شرائعهم ،
وأفضلهم أولو العزم من الرسل، وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى و محمد صلى الله عليهم أجمعين.
وأن عيسى ، عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وأنه رفع، وسينزل قرب الساعة ،
وما من قوم إلا أرسل إليهم نبي بشريعة من قبله، أو رسول بشريعة جديدة، وخاتمهم محمد ، وقد بشر به الأنبياء قبله؛ ودلت الدلائل اليقينية على صدق رسالته.
ومن الإيمان برسول الله أن تعرفه، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، ولد في مكة، في عام الفيل، في يوم الإثنين، بتيما؛ مات أبوه ولم يره، ثم ماتت أمه في صغره، ورباه جده، ثم عمه أبو طالب.
واشتغل برعي الغنم، ثم بالتجارة، واشتهر بالصدق والأمانة ، فتزوج خديجة وعمره (25) عاما
ثم أنزل عليه الوحي في غار حراء وعمره (40) عاما، فدعا الناس إلى عبادة الله تعالى وحده، فأول من آمن به من النساء خدیجة ومن الرجال أبو بكر الصدي، ومن الصبيان علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
وبذل نفسه لله تعالى، والدعوة إليه، وايلي في ذاته، وأيده الله تعالى بالمعجزات، و أسرى به ليلا إلى المسجد الأقصى، ثم إلى السموات العلا، فرأى من آيات ربه الكبري.
ثم هاجر بعدها إلى المدينة، فبنى مسجد قباء ثم بنى المسجد النبوي، وجمع الصحابة حوله، وبدأ جهاده في الله تعالى بغزوة بدر سن (2هـ)، وانتصر فيها المسلمون، ثم غزوة أحد سنة (3هـ)، والي فيها الصحابة لمخالفة بعضيم لأمر رسول الله ، ثم غزوة الخندق (سنة 5هـ)، ثم غزوة بني المصطلق، وكان فيها حادثة الإف سيئة (6هـ)؛ حيث وقع المنافقون في عرض عائشة رضي الله عنها، فبرأها الله تعالى من فوق سبع سماوات، وبعدها كانت غزوه بني قريظة، ثم وقع صلح الحديبية، وفيه بيعة الرضوان سنة (6هـ)، ثم كانت غزوة خيبر سنة (۷هـ)، وبعدها غزوة مؤتة سنة (8هـ)، وفي رمضان من سنة (۸هـ) كان فتح مكة، وظهور الحق، وزهوق الباطل، وبعده في السنة نفسها كانت غزوة حنين، ثم في سنة (9هـ) كانت غزوۂ تبوك، وبعدها توافدت الوفود على النبي ، ودخلت القبائل في دين الله أفواجا. وبعد ذلك كان أواخر الأحداث العظام مع حجة الوداع سنة (۱۰هـ)، وبعدها بثلاثة أشر وفي النبي بعد أدائه للأمانة، وتبليغه للرسالة، ولا زالت شريعته وسنته باقية في أمته إلى قيام الساعة، من اتبعها دخل الجنة، ومن تنكرها دخل النار.