البحث
وكان يغضب ممن تظهر عليه آثار التكبر منهم
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال:
أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي عليه جبة من طيالسة مكفوفة بديباج، أو مزرورة بديباج، فقال: إن صاحبكم هذا [يقصد النبي صلى الله عليه وسلم] يريد أن يرفع كل راع ابن راع، ويضع كل فارس ابن فارس. فقام النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً، فأخذ بمجمع حبته، فاجتذبه، وقال: لا أرى عليك ثياب من لا يعقل، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فقال: "إن نوحاً عليه السلام لما حضرته الوفاة دعا ابنيه، فقال: إني قاصر عليكما الوصية، آمركما باثنتين، وأنهاكما عن اثنتين. أنهاكما عن الشرك والكبر، وآمركما بلا إله إلا الله؛ فإن السموات والأرض، وما فيهما لو وضعت في كفة الميزان، ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الآخرى؛ كانت أرجح. ولو أن السموات والأرض كانتا حلقة، فوضعت لا إله إلا الله عليها؛ لفصمتها أو لقصمتها. وآمركما بسبحان الله وبحمده؛ فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء".
وعن سعيد بن أيمن مولى كعب بن سور قال:
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه، إذ جاء رجل من الفقراء، فجلس إلى جنب رجل من الأغنياء، فكأنه قبض من ثيابه عنه. فتغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أخشيت يا فلان أن يعدو غناك عليه، وأن يعدو فقره عليك؟. قال: يا رسول الله وشر الغنى؟ قال: "نعم إن غناك يدعوك إلى النار، وإن فقره يدعوه إلى الجنة". فقال: فما ينجيني منه. قال: "تواسيه". قال: إذاً أفعل. فقال الآخر: لا أرب لي فيه. قال: "فاستغفر، وادع لأخيك
".