1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. المنافقون اليوم أعظم شراً وفساداً

المنافقون اليوم أعظم شراً وفساداً

الكاتب : محمد صالح المنجد
79 2024/07/31 2024/07/31
المقال مترجم الى : English

عن أبى وائل عن حذيفة بن اليمان قال :

" إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبى ﷺ ، كانوا يومئذ يسرون ، واليوم يجهرون " (1).

قال ابن بطال : " إنما كانوا شراً ممن قبلهم لأن الماضين كانوا يسرون قولهم ، فلا يتعدى شرهم إلى غيرهم " (2).

وقال ابن التين : أراد أنهم أظهروا من الشر ما لم يظهر أولئك ، غير أنهم لم يصرحوا بالكفر ، وإنما هو النفث يلقونه بأفواههم ، فكانوا يعرفون به " (3). 

قال ابن حجر : " ويشهد لما قال ابن بطال ما أخرجه البزار (4). من طريق عاصم عن أبى وائل " قلت لحذيفة : النفاق اليوم شر أم على عهد رسول الله ﷺ ؟ 

قال : فضرب بيده على جبهته ، وقال : أوه ، هو اليوم ظاهر ، إنهم كانوا يستخفون على عهد رسول الله ﷺ " .  فلم تبتل الأمة الإسلامية قط ، فى ماضيها ، ولا حاضرها ، ولا فى مستقبلها بأخطر من النفاق والمنافقين ، فالمنافقون أعظم ضرراً ، وأكثر خطراً ، وأدوم مصيبة على الإسلام والمسلمين من إخونهم الكافرين ، لأنهم من بنى جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ، ويرفعون شعارتنا ، ويتظاهرون بإسلامنا ، وينتمون إلى جماعاتنا ، وفرقنا ، ومع ذلك لا يفترون ولا ييأسون من الكيد لنا ، ويتعاونون مع أعدائنا ، ويوالونهم أكثر من موالاة المسلمين ، لهذا فقد حذر الله ورسوله والمؤمنون من خطرهم ، ونبهوا على ضررهم ، وأمروا بأخذ الحيطة ، والجذر منهم .

ويدل على ذلك أن الحديث عن النفاق والمنافقين ورد فى القرآن فى سبع عشرة سورة مدينة ، حتى قال ابن القيم رحمه الله : " كاد القرآن أن يكون كله فى شأنهم " (5).

وقد خاف الرسول ﷺ على أمته من أئمتهم ، فعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : " إن أخوف ما أخاف على أمتى كل منافق عليم اللسان " (6).

قال المناوى رحمه الله : " كل منافق عليم اللسان " ، أى : عالم للعلم ، منطلق اللسان به ، لكنه جاهل القلب والعمل ، فاسد العقيده ، مغر للناس بشقاشقه ، وتفحصه ، وتقعره فى الكلام " (7).

قال ابن القيم رحمه الله : " إن بلية الإسلام بالمنافقين شديدة جداً ، لأنهم منسوبون إليه ، وهم أعداؤه فى الحقيقة ، يخرجون عدواته فى كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح ، وهو غاية الجهل والفساد ، فالله كم من معقل للإسلام هدموه ؟ وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه ؟ وكم من علم له قد طمسوه ؟ فلا يزال الإسلام ، وأهله منهم فى محنة وبلية ، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية ، بعدسرية ، يزعمون أنهم بذلك مصلحون ، 

أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ

[ البقرة : 12 ] " (8).


المراجع

  1. رواه البخارى [٧١١٣ ] . 
  2.  شرح صحيح البخارى [ ٥٧/١٠ ] لابن بطال .
  3.  فتح البارى [ ٧٤/١٣ ] . 
  4.  مسند البزار [ ٢٩٠٠ ] 
  5.  مدارج السالكين [٣٥٨/١ ] 
  6.  رواه أحمد [ ١٤٤ ] وصححه الألبانى فى التعليقات الحسان [٨٠ ] .
  7.  التيسير بشرح الجامع الصغير [٥٢/١ ] . 
  8.  مدارج السالكين [٣٥٥/١ ] .


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day