البحث
- الحب الذي لم ينطفئ أبدًا
هل سَمعَت مِن قَبْل عن رِواية رُومانْسيَّة حَصلَت على أَرْض الواقع ولم تَكُن مُجرَّد خيالَات، يَكُون البطل فِيهَا رجلاً ذا مَنصِب وَمَكانَة عَالِية، يُحِب البطَلة - التِي هِي زوْجته وليْستْ عشيقَته - ويحْترمهَا ويكْرمهَا بل ويشْتَاق لَهَا ولَا ينْساهَا أبدًا، حَتَّى وَهِي فِي قبْرهَا، وبعْد وَفاتِها!
وَدائِما مَا يَقُول أنَّ اللَّه مَنّ عليْه بِحبِّهَا!
- هل سمعت عن مِثلِ هذا من قَبل؟
- أممم، لا أَعتَقد ذَلِك.
- لِماذَا؟
لِأنَّهم دائمًا مَا يُظْهرون لَك نَمُوذَج الحُب ويرْبطونه بِقصص غَيْر طَبيعِية، بل فِي الغالب مَرَضيَّة؛ مِثْل تَصوِير الحُب بِأَنه يَجِب أن يَكُون عِشْقًا وَهوَسًا مَرضِيًّا يَستحِيل الحيَاة بِدونه مِثْل قِصَّة المجْنون وليْلى، ورومْيو وجولييتْ، وَعَنترَة وَعبْلَة وغيرها...
لِيبعدوك عن العلاقات السوِية، والحبّ الحقيقيّ غَيْر المرَضي، الذِي يَنمُو يَوْمًا عن الآخر فِي البُيوت المطمْئنة.
قِصَّتنَا اليوْم لَيْست عن مَلِك يَحكُم مِنطَقة جُغْرافيَّة مُحَددَة، بل عن رَجُل عظيم، وُكِّلت لَه مُهمَّة إِنقَاذ عَالَم بِأكْمَله، ورغْم ذَلِك لَم يَنْس قطّ زوْجته التِي أعانَته على حَمْل هَذِه الأمانة رغْم موْتهَا.
ولم يُقصّر فِي حقِّ أصْحابه الَّذين أعانوه فِي طريق تبْليغهَا...
ولم يَتَراخ عن إِكرَام مُرْضعاته فيزورهنَّ، ويرْعاهنَّ، ويضاحكهنَّ، ولم يَنْس أبداً فَضلَهن.
بل ويتعامل بِالحسْنى حَتَّى مع أعْدائه، ويأْمر بِعَدم قَتْل بَعضِهم فِي المعارك التِي يُقاتلونهم فِيهَا!
هَذِه الصِّفَات لَيسَت جُزْءًا مِن شَخصِية أُسْطوريَّة، قَامَت بِإنْتاجهَا هُولِيوود لِتكون قِصَّتهَا الأكْثر طلبًا على شُبَّاك التَّذاكر؛ بل نَحْن نَتَحدَّث عن أَوصَاف لَا تَجتَمِع إِلَّا فِي شَخْصٍ وَاحِد، كَسَب قُلُوب الجمِيع بِوفائه، وصدْقه، وَحُسن عِشْرته، فصدَّقوه وأحبُّوه وساروا معه وناصروه.
نَحْن نَتَحدَّث عن النبِي مُحمَّد بْن عَبْد اللَّه ﷺ.