البحث
مقتل مرحب اليهودي لعنه الله
38- مقتل مرحب اليهودي لعنه الله
* عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه ، فذكر حديثاً طويلا وذكر فيه رجوعهم من غزوة بني فزارة , فقال : فلم نمكث إلا ثلاثاً حتى خرجنا إلى خيبر.
قال : وخرج عامر فجعل يقول :
والله لولا أنت ما أهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن من فضلك ما استغنينا فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
قال : فقال رسول الله :" من هذا القائل " ؟ فقالوا : عامر . فقال : " غفر لك ربك " . قال : وما خض رسول الله قط أحداً به إلا استشهد فقال عمر وهو على جمل : لولا متعتنا بعامر ! .
قال : فقدمنا خيبر فخرج مرحب وهو يخطر بسبفه ويقول :
قد علمت خيبر أني مرحب شاكى السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
قال : فبرز له عامر رضي الله عنه وهو يقول :
قد علمت خيبر أني مرحب شاكى السلاح بطل مجرب
قال : فأختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر فذهب يسفل له ، فرجع على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه .
قال سلمة : فخرجت فإذا نفر من أصحاب رسول الله e يقولون : بطل عمل عامر قتل نفسه !
قال : فأتيت رسول الله e وأنا أبكي فقال : " مالك " ؟ فقلت : قالوا : إن عامر أبطل عمله . فقال : " من قال ذلك "؟ فقلت : نفر من أصحابك . فقال : "كذب أولئك ، بل له الأجر مرتين " .
قال : وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلىعلي رضي الله عنه يدعوه وهو أرمد وقال : " لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله " . قال : فجئت به أقوده قال : فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينه فبرأ ، فأعطاه الراية ، فبرز مرحب وهو يقول :
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
قال : فبرز له علي وهو يقول :
أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره
أو فيهم بالصاع كيل السندره
قال : فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله . وكان الفتح .
غريب القصة :
ـ عامر : هو عامر بن الأكوع تقدمت ترجمته قريباً .
ـ يخطر بسيفه : أي يرفعه مرة ويخفضه أخرى .
ـ شاكي السلاح : أي تام السلاح ، وشاك في السلاح من الشوكة وهي القوم قال تعالى : { وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم } [ الانفال : 7 ] أي تريدون { أن غير ذات الشوكة تكون لكم } أي العير التي ليس فيها قتال ، والشوكة : الشدة والقوة ، ويقال السلاح .
ـ يسفل : أي يضرب من أسفله .
ـ أرمد : الرمد مرض يصيب العين بالاحمرار والحرقة .
ـ حيدره : اسم الأسد .
ـ أوفيهم بالصاع كيل السندوة : أي أقتل الاعداء قتلا بليغا ، والسندرة مكيال واسع .
الفوائد والعبر :
1- تقدم بعضها قريبا برقم (37) .
2- جواز المبارزة .
3- من مناقب علي رضي الله عنه وشجاعته .
4- بركة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعض دلائل نبوته .
5- جواز اظهار قوة الشخص وذكر مناقبة ليخيف بها العدو ويدخل الرعب في قلبه .
6- انشاد الشعر والرجز والحداء من وسائل النص المعنوية في الجهاد .