البحث
المستشرق :فاينز ، جيري _ الرسول كان يتحرش بالأطفال، وتزوج اثتني عشرة زوجة
فاينز ، جيري
الرسول كان يتحرش بالأطفال، وتزوج اثتني عشرة زوجة
الرد
ما أعلنه القس المعمداني الأميركي (جيري فاينز) من أن الرسول كان يتحرش بالأطفال، وتزوج اثتني عشرة زوجة إحداهن عندها تسع سنوات، وزعم في مؤتمر سنوي للكنيسة البروتستانتية الأميركية في سانت لويس أن الديانة الإسلامية أسسها محمد صلى الله عليه وسلم الذي اتخذ اثنتي عشرة زوجة آخرها في التاسعة من عمرها!!
واستنكر الشيخ السيد وفا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف هذه الادعاءات مؤكداً أن هذا القس المدعي المتهجم ما هو إلا إنسان جاهل ليس لديه أي شيء من العلم، بل إن كلامه هو كلام رجل ملحد، وإنني أتحدي هذا الموتور أن يثبت كلامه بالهجوم علي الرسول . صلي الله عليه وسلم . ووصفه بأنه رجل شهواني كان يمارس الجنس مع الأطفال، اتحداه أن يأتي بسند واحد يؤكد باطلة وحقده، أتحداه أن يأتي بسند واحد ولو في كتب المستشرقين أنفسهم.
ويضيف: إذا كان الرسول–صلي الله عليه وسلم –بهذه الصورة الشهوانية الفجة التي جاءت من خيال هذا القس، فلماذا ترك شبابه كله حتي الخمسينيات من عمره وهو مع السيدة خديجة بنت خويلد "العزباء"، كما أن جميع المراجع التاريخية سواء ، للعدو قبل الحبيب تؤكد أنه عاش فترة شبابه حتي سن 25سنة شاباً عفيفاً طاهراً نقياً، مولعاً بالتدبر والتفكير.. ولم يذكر مؤرخ واحد أن شبابه كان ماجناً، فمن أين يأتي هذا الحاقد بهذا الكلام؟! إنه من خياله المريض.
لقد تجرد الرسول –صلي الله عليه وسلم –من الدنيا وسعي في سبيل الدعوة إلي الله، وسلك كل سبيل لتقدمها ونشرها، وأن عمله هذا وزواجه بإحدي عشرة سيدة كان من هذه الأسباب التي وطدت أركان الإسلام، وثبتت دعائمه، وأظهرت للناس المقسطين المنصفين عظمة هذا الرسول الأمين، ومبلغ عطفه، وثاقب نظره، وعظيم رحمته بالمؤمنين.
الرسول -صلي الله عليه وسلم–ما كان بحاجة لأن يتزوج بمن تزوج من النساء بعد خديجة وقد أمضي معها زهرة شبابه، وصفوة عمره، لولا حرصه -صلي الله عليه وسلم –علي الدعوة الإسلامية..
ورغبه هذا الحرص في مصاهرة من تقوي بهم شوكته ويشتد بهم أزره، بعد أن فقد عمه وزوجته ومن جهة أخري، عطفه وحنانه ورحمته باللاتي تزوج بهن من الأرامل الثيبات اللاتي تزوجهن بعد أن تركهن أزواجهن من غير ناصر ولا معين. ويضيف الشيخ السيد وفا. ولو كان للهوي والشهوة سلطان في قلب المصطفي -صلي الله عليه وسلم –لاتخذ من الزوجات من شاء قبل النبوة، وهو في أول شبابه، واستكمال قواه فلا شرع يمنعه من ذلك، ولا عادة تمنعه من قضاء مآربه وخاصة أنه كان مرغوباً فيه بين الناس لما اشهر به من مكارم الأخلاق وحميد الفعال، والخصال، ورائق الجمال، وكمال القوة والفتوة، لكنه لم يفعل ذلك ولم يتزوج قبل النبوة من شاء من النساء وهو في عنفوان شبابه، والعرب في ذلك الوقت كانوا يكثرون من الزوجات إلي العشر والعشرين في وقت واحد.
فلم يتزوج الرسول –صلي الله عليه وسلم –بغير خديجة قبل الإسلام، وقضي معها شبيبته وطائفة من كهولته وبعد أن ماتت خديجة –رضي الله عنها –قبل الهجرة بثلاث سنوات، كان قد مكث معها خمساً وعشرين سنة، بدأ بعدها في حياة أخري مع زوجات أخريات، ولم يكن الرسول في هذا بدعاً من الرسل حتي يقول المنافقون إن منزلة النبوة التي دعا إليها محمد كان يجب أن تحول بينه وبين الإكثار من عدد الزوجات، نعم.. لم يكن هو الوحيد الذي تزوج من بين الرسل، فغيره من الرسل قد تزوج، ولا بأس عليهم في ذلك فسيدنا داود . عليه السلام . وسليمان قد تزوجا عدداً كبيراً من النساء، ولا يستطيع عاقل من العقلاء إنكار نبوتهما وشريعتهما.ومنـزلة النبوة التي دعا إليها الرسول الرحيم لا يجوز أن تحول بينه وبين الإكثار من عدد الزوجات، بل قد تدعوه إلي الإكثار، لأن الدعوة شيء يحتاج إلي التبليغ وتتطلب الإكثار من الدعاء لنشرها، وهكذا شأن كل دعوة تريد البقاء والخلود والذيوع، فكلما كثر الدعاة وزادوا زاد الإقبال علي الدعوة وعظم أمرها وشاع ذكرها، وتضاعف ناصروها، ومن لوازم صاحب الدعوة الأول المضطلع بدعوته أن يألف الناس ويصل إلي قلوبهم، ولا يوجد اتصال أقوي من المصاهرة والنسب، فكل امرأة يتزوجها يألف بذلك قلوب أهلها وعشيرتها، وقبيلتها، فكانت الزوجة تعدل المئات من الرجال.
وعلي ذلك فقد ألف قلوب أقوام بزواجه بعض النساء، ودفع عنه أذى آخرين بزواجه الأخريات، بل وأنقذ بعضاً منهن من الهلاك، بحيث لو تركهن الرسول لوقعن في شرك المشركين.
وأراد الرسول–صلي الله عليه وسلم–فوق هذا وذاك أن يجعل من كل واحدة منهن داعية إلي الإسلام، ومدرسة قائمة بذاتها تعلم وتُفتي في أمور الإسلام. ولذلك كانت بيوت الرسول -صلي الله عليه وسلم–تهذب وتعلم وتبين للناس ما يجب أن يعلموه عن رسولهم في شأنه كله بل كانت هذه البيوت مفتوحة للسائلات وبعض السائلين من ذوي القربي.
أما الشيخ محمود عاشور –وكيل الأزهر الشريف –فيدعو هذا القس لقراءة كتاب »حياة محمد« لمسيو ميور الذي قال فيه بالحرف الواحد : "إن جميع المراجع التي بين أيدينا متفقة في وصف محمد في شبابه –الكلام كان عن هذه الفترة –بأنه كان محتشماً في سلوكه طاهراً في آدابه النادرة بين أهل عصره« . ويري وكيل الأزهر أنه كان من الواجب علي هذا القس أن يقرأ كتب المستشرقين وأبناء دينه قبل أن يتكلم كلاما يحط من شأنه كرجل دين.
ويضيف: »قضي الرسول –صلي الله عليه وسلم –خمساً وعشرين سنة من عمره السعيد في هذا الوقار والاحتشام الذي يشهد به حتي غير المسلمين، ثم جاء الدور الثاني الذي تزوج فيه بخديجة –رضي الله عنها –وكان عمرها أربعين سنة، ومكث معها ستاً وعشرين سنة ولم يتزوج عليها أبداً حتي ماتت وكان عمره –صلي الله عليه وسلم –إحدي وخمسين سنة، ثم تزوج بأم المؤمنين سودة بنت زمعة وهي طاعنة في السن، ومكث معها وحدها ثلاث سنوات فيكون الرسول -صلي الله عليه وسلم –قد أمضي ما يقرب من أربع وخمسين سنة من حياته الشريفة في العذوبة والزوجة الواحدة فقط.
أما بقية الزوجات فكلهن تزوج بهن الرسول في الفترة التي بدأت فيها الحروب بين المسلمين والمشركين وكثر فيه القتل والقتال، ومن المعروف أن زمن الحروب يكثر فيها قتل الرجال وهم عماد الأسرة فتُرَمّل النساء، وييتم الأولاد، ويغدون بلا عائل لهم ولا كافل ولا معين، ولذلك تلطف الرسول بالنساء المترملات وأحسن إليهن وتزوج منهن ليخفف من ويلات الحروب والغزو، وليرحم عزيز قوم ذل، وليترك نساء وأمهات المؤمنين.