البحث
تجرح او تداوي _ اثر الكلمه
كم من كلمة أفرحت ،وأخرى أحزنت ،وكم من كلمة فرقت وأخرى جمعت، وكم من كلمة أقامت ،وغيرها هدمت، وكم من كلمة أضحكت، وأخرى أبكت ،فكم من كلمة انشرح لها الصدر وأنس بها الفؤاد وأحس بسببها سعة الدنيا،وأخرى انقبضت لها النفس واستوحشها القلب وألقت قائلها أو سامعها في ضيق أو ضنك، فضاقت الدنيا على رحبها والأرض على سعتها. فكم من كلمة واست جروحاً ،وأخرى نكأت وأحدثت حروقاً. الكلمة الطيبة كلمة الحق كالشجرة الطيبة ثابتة سامقة مثمرة ،ثابتة لا تزعزعها الأعاصير، ولا تعصف بها رياح الباطل ،ولا تقوى عليها معاول الطغيانـ وإن خُيّل للبعض أنها معرضة للخطر الماحق في بعض الأحيان سامقة متعالية تطل على الشر والظلم والطغيان من علٍ وإن خيل إلى البعض أحياناً أن الشر يزحمها في الفضاء مثمرة لا ينقطع ثمرها لأن بذورها تنبت في النفوس المتكاثرة آناً بعد آن. لِمَ لا تكون -أيها الحبيب- من أصحاب هذه الكلمة الطيبة؟ .. أيها المسلم! .. أيها المسئول في الإعلام! .. أيها الصحفي! .. أيها السائق للسيارة! .. أيها المسلم في مصنعه! .. أيها المسلم في متجره! .. أيها المسلم في بقالته!.. أيها المسلم في الشارع .. أيتها المسلمة في كل مكان! لِمَ لا تكونون من أصحاب الكلمة الطيبة التي تدافع عن دين الله وتدعو إليه، وتنافح عن أعراض الطيبين والطيبات؟ لماذا لا نتاجر بهذه الكلمة الطيبة مع رب الأرض والسماوات؟ إن الكلمة الطيبة صدقة إن من شجر الناس ما يثمر في الصيف، ومن شجر الناس ما يثمر في الشتاء؛ ولكن الشجرة الطيبة التي ضربها الله في القرآن مثلاً للكلمة الطيبة شجرة لا تتأثر بالمناخ؛ فلا تتأثر بشتاء أو بصيف، وإنما تؤتي ثمارَها وأُكُلَها كل حين بإذن ربها، فهي شجرة مباركة عميقة الجذور، تتغلغل في أعماق التربة وقلب الصخور، إنها شجرة قائمة باسقة مثمرة؛ لا تزعزعها الأعاصير، ولا تعصف بها الرياح، ولا تحطمها معاول الهدم والبطش والظلم والطغيان، ذلك هو مَثَل الكلمة الطيبة، تلك الكلمة التي لا تمنعها الحواجز، ولا تحجبها السدود، ولا تصدها العوائق والعقبات. إنك بالكلمة بإمكانك أن ترضى الله أو الناس وتحببهم فيك، وبالكلمة تسخط الناس وتنفرهم منك.