1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. قدوة في سنن الفطرة

قدوة في سنن الفطرة

الكاتب : محمد صالح المنجد
539 2022/06/30 2024/11/17
المقال مترجم الى : English

كان يعجبه التيمن في تنعله، وترجله، وطهوره، وأخذه وعطائه، وكانت يمينه لطعامه وشرابه وطهوره، ويساره لخلائه ونحوه من إزالة الأذى.

وكان هديه في حلق الرأس تركه كله، وأو أخذه كله، ولم يكن يحلق بعضه، ويدع بعضه.

وكان يحب السواك، ويستاك مفطراً وصائماً، وعند الانتباه من النوم، وعند الوضوء، والصلاة، ودخول المنزل يكثر التطيب، ويحب الطيب، ولا يرده.

وكان يحب الترجل، وكان يرجل نفسه تارة، وترجله عائشة تارة.

فلينظر المسلمون إلى حالهم اليوم، وليتخذوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته مثلهم الأعلى، بدلاً من أن يتخذوا من الممثلين والممثلات، والمفكرين العالميين، ورجال الغرب قدوة لهم.

ولا بد هنا من الكلام عن مسألة مهمة، وهي: ما هي الأفعال التي يقتدي بها من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولبيان ذلك نقول:

تنقسم أفعال النبي صلى الله عليه وسلم إلى أربعة أقسام:

القسم الأول: الأفعال الجبلية، وهي الأفعال الصادرة من النبي صلى الله عليه وسلم باعتباره بشراً كسائر البشر، وليس بمقتضى الرسالة، كالحركات، والقيام والقعود والمشي، والأكل والشرب، والنوم فهذه الأفعال لا يتعلق بها أمر، ولا نهي.

إلا أن الفعل الجبلي إذا واظب النبي صلى الله عليه وسلم على إيقاعه على هيئة مخصوصة؛ فإنه يخرج من الإباحة إلى الاستحباب، كنومه على الشق الأيمن.

وكذلك إذا ورد قول يحث على هذا الفعل؛ فإنه يصير مستحباً، كالتنفس في الشراب ثلاثاً، والأكل باليمين.

القسم الثاني: أفعاله الجارية على وفق عادات قومه وأعرافهم، مما لم يدل دليل على ارتباطهم بالشرع.

كالأمور التي تتعلق باللباس؛ لأن اللباس مرجعه إلى العادة التي اعتادها أهل البلد؛ ولهذا لم يغير الرسول صلى الله عليه وسلم لباسه الذي كان يلبسه قبل النبوة، وإنما وضع شروطاً وضوابط للباس الرجل، والمرأة، وكتطويل شعره أيضاً: فهذه الأفعال لا يقال: إن متابعته فيها سنة؛ لأنه لم يقصد بفعلها التشريع، ولم يتعبد بها.

وإذا ورد قول يأمر بذلك، أو يرغب فيه، أو جاءت قرينة تدل على علاقة الفعل العادي

القسم الثالث: أفعاله الخاصة به، وهذه لا أسوة به فيها، كالوصال في الصيام، وجمعه بين أكثر من أربع نسوة، ونكاح الموهوبة بلا مهر، ونحو ذلك.

القسم الرابع: الفعل التعبدي، وهو الفعل الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم تعبداً لله.

فهذا الفعل هو الذي يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم فيه، وقد يكون واجباً، وقد يكون مستحباً.

وإلى جانب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأفعال يقتدي به في التروك.

والمقصود بالتروك: تركه صلى الله عليه وسلم فعل أمر من الأمور، ومعرفة تركه صلى الله عليه وسلم لأمر من الأمور يكون بطريقين:

الأول: التصريح بأنه ترك كذا وكذا، ولم يفعله، كقول الصحابي في صلاة العيد: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العيد بلا أذان، ولا إقامة.

الثاني: عدم نقل الصحابة للفعل الذي لو فعله النبي صلى الله عليه وسلم لتوفرت هممهم ودواعيهم على نقله للأمة.

فحيث لم ينقله واحد منهم ألبتة، ولا حدث به في مجمع أبداً علم أنه لم يكن، وذلك كتركه صلى الله عليه وسلم التلفظ بالنية عند دخوله الصلاة، وتركه صلى الله عليه وسلم لفعل من الأفعال يكون حجة، إلا إذا ترك شيئاً لوجود مانع من فعله، كتركه صلى الله عليه وسلم قيام رمضان جماعة؛ بسبب خشيته أن يفرض على أمته، فمثل هذا ليست الأسمة في تركه، بل في فعله؛ لانتفاء المانع

 

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day