1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان ﷺ يكره السؤال عما لم يقع

وكان ﷺ يكره السؤال عما لم يقع

الكاتب : محمد صالح المنجد
194 2024/04/23 2024/04/26

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: جاء عويمر العجلاني إلى عاصم بن عدي الأنصاري فقال له

يا عاصم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقلونه، أم كيف يفعل؟ سل لي يا عاصم عن ذلك رسول الله ﷺ فسأل عاصم رسول الله ﷺ عن ذلك ، فكره رسول الله ﷺالمسائل وعابها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله ﷺ فلما رجع عاصم إلى أهله،جاءه عويمر فقال: يا عاصم: ماذا قال لك رسول اللهﷺ؟ 

فقال عاصم: لم تأتني بخير؛ قد كره رسول الله ﷺ المسألة التي سألته عنها.

فقال عويمر: والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله ﷺ عن ذلك فأقبل عويمر حتى جاء رسول الله ﷺ وسط الناس، فقال: يا رسول الله أرايت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله، فتقتلونه أم كيف يفعل؟ 

فقال رسول الله ﷺ:( قد أنزل فيك وفي صاحبتك، فاذهب فأت بها) فأمرهما رسول الله ﷺبالملاعنة بما سمى الله كتابه فلا عمها[في المسجد] ثم قال: يا رسول الله إن حسبتها فقد ظلمتها[وفي رواية: كذبت عليها] فطلقها[ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله ﷺ]

قال ابن شهاب: فكانت السنة بعدهما أن يفرق بين المتلاعنين وكانت حاملا، وكان ابنها يدعى لأمه ثم جرت السنة في ميراثها أنها ترثه ويرث منها ما فرض الله له ثم قال رسول الله ﷺ:( انظروا فإن جاءت به أسحم[1]أدعج العينين[2] عظيم الأليتين خدلج الساقين[3] فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها. وإن جاءت به أحمر [4]قصيرا كأنه وحرة[5] فلا أحسب عويمرا إلا قد كذب عليها) فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله ﷺ من تصديق عويمر، فكان بعد ينسب إلى أمه[6]. 

قال النووي:( قوله: (فكره رسول الله ﷺ المسائل وعابها) المراد كراهة المسائل التي لا يحتاج إليها لا سيما ما كان فيه هتك ستر مسلم أو مسلمة أو إشاعة فاحشة أو شناعة على مسلم أو مسلمة أما إذا كانت المسائل مما يحتاج إليه في أمور الدين وقد وقع فلا كراهة فيها وقد كان المسلمون يسألون رسول الله ﷺ عن الأحكام الواقعة، فيجيبهم ولا يكرهها وإنما كان سؤال عاصم في هذا الحديث عن قصة لم تقع بعد ولم يحتج إليها، وفيها شناعة على المسلمين والمسلمات، وتسليط اليهود والمنافقين، ونحوهم على الكلام في أعراض المسلمين وفي الإسلام[7])

المراجع

  1. وفي رواية لمسلم أنه قال: أرايت إن وجد رجل مع امرأته رجلا فإن تكلم به تكلم بأمرعظيم، وإن سكت سكت على مثل ذلك:وفي رواية لمسلم أيضا:( إن تكلم جلدته أو قتل قتلتموه، وإن سكت سكت على غيظ) وفي رواية لمسلم أيضا: قال:( إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به)
  2. أي: أسود
  3.  الدعجة هي السوداء في العين وغيرها، أي: أن سواد عينه كان شديد السواد، وقيل الدعج شدة سواد العين في شدة بياضها
  4. أي ممتلئ الساقين وعظيمه
  5.  تصغير( احمر ،والمراد بالأحمر الأبيض لأن الحمرة غنما تبدو في البياض
  6. رواه البخاري[4745]ومسلم[1492] 
  7. شرح النووي  على صحيح مسلم[120/10]
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day