1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وفي أوقات المخمصة والشدة؛ يتجلى إكرامه صلى الله عليه وسلم للضيف

وفي أوقات المخمصة والشدة؛ يتجلى إكرامه صلى الله عليه وسلم للضيف

الكاتب : محمد صالح المنجد
354 2023/05/14 2024/04/24
المقال مترجم الى : English

عن المقداد بن عمرو رضي الله عنه قال: جئت أنا، وصاحب لي؛ قد كادت تذهب أسماعنا، وأبصارنا من الجوع، فجعلنا نتعرض للناس، فلم يضفنا أحد.

فأتنيا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله! بنا جوع فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد، فأتيناك.

فذهب بنا إلى منزله، فإذا ثلاثة أعنز فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "احتلبوا هذا اللبن بيننا".

قال: فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه، ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه.

فيجي من الليل، فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً، ويسمع اليقظان.

ثم يأتي المسجد، فيصلي، ثم يأتي شرابه، فيشرب.

فأتاني الشيطان ذات ليلة، وقد شربت نصيبي؛ فقال: محمد يأتي الأنصار، فيتحفونه، ويصيب عندهم، ما به حاجة إلى هذه الجرعة، فأتيتها، فشربتها.

فلما أن وغلت في بطني، وعلمت أنه ليس إليها سبيل، ندمني الشيطان فقال: ويحك ما صنعت؟! أشربت شراب محمد، فيجي فلا يجده، فيدعو عليك؛ فتهلك، فتذهب دنياك وآخرتك؟

وعلي شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي، وجعل لا يجيئني النوم.

وأما صاحباي؛ فناما، ولم يصنعا ما صنعت.

فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم كما كان يسلم، ثم أتى المسجد، فصلى، ثم أتى شرابه، فكشف عنه فلم يجد فيه شيئاً، فرفه رأسه إلى السماء.

فقلت: الآن يدعو علي، فأهلك.

فقال:

"اللهم أطعم من أطعمني، وأسق من أسقاني"

فعمدت إلى الشملة، فشددتها علي، وأخذت الشفرة، فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن، فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هي حافلة، وإذا هن حقل كلهن، فعمدت إلى إناء لآل محمد صلى الله عليه وسلم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه، فحلبت فيه حتى علته رغوة، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال: أشربتم شرابكم الليلة.

قلت: يا رسول الله اشرب، فشرب ثم ناولني.

فقلت: يا رسول الله اشرب، فشرب ثم ناولني.

فلما عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد روي وأصبت دعوته، ضحكت حتى ألفيت إلى الأرض.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إحدى سوآتك يا مقداد" فقلت يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما هذه إلا رحمة من الله، أفلا كنت آذنتني، فنوقظ صاجبينا، فيصيبان منها؟.

قال: فقلت: والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها، وأصيتها معك من أصابها من الناس.

"ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض" معناه: أنه كان عنده حزن شديد خوفاً من أن يدعو عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكونه أذهب نصيب النبي صلى الله عليه وسلم، وتعرض لأذاه.

فلما علم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد روي، وأجيب دعوته؛ فرح وضحك حتى سقط إلى الأرض؛ من كثرة ضحكه؛ لذهاب ما كان به من الحزن، وانقلابه سروراً بشرب النبي صلى الله عليه وسلم وإجابة دعوته لمن أطعمه وسقاه، وجريان ذلك على يد المقداد، وظهور هذه المعجزة ولتعجبه من قبح فعله أولاً، وحسنه آخراً.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day