البحث
وبين صلى الله عليه وسلم مقدار الضيافة، وحدودها
عن أبي شريح رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته". قال: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: "يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه ولا يحل لرجل مسلم يقين عند أخيه ختى يؤثمه" قالوا: يا رسول الله! وكيف يؤثمه؟ قال: "يقيم عنده؛ ولا شيء له يقربه به".
فإن للضيف حقاً على من نزل به، وهو ثلاث مراتب: حق واجب، وتمام مستحب وصدقة من الصدقات.
والضيف الذي يجب إكرامه، وله حق على المضيف: هو الضيف المسافر، القادم من بلد آخر.
فيجب على من ينزل عليه أن يطعمه، ويكرمه، فإن لم يفعل؛ فله حق في ماله.
وأما الزائر من البلد نفسه؛ فلا شك أن إطعامه وإكرامه يدخل في عموم الأمر بإطعام الطعام، والإحسان إلى الناس، ولكنه ليس هو الضيف الذي أوجب النبي صلى الله عليه وسلم إكرامه، وجعل له حقاً في مال المضيف.
ولا يجوز الإثقال على المضيف؛ بأن يقيم الضيف عنده أكثر من ثلاثة أيام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يحل له أن يثوى عنده حتى يحرجه"
أي: لا يجوز للضيف أن يقيم عند صاحب البيت بعد ثلاثة أيام، من غير استدعاء من صاحب البيت.