1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان يأمر من عنده خدم أن يطعمهم من الطعام الذي يأكله، ويلبسهم مما يلبس

وكان يأمر من عنده خدم أن يطعمهم من الطعام الذي يأكله، ويلبسهم مما يلبس

الكاتب : محمد صالح المنجد
743 2023/06/25 2024/12/18
المقال مترجم الى : English

عن المعرور بن سويد قال:

لقيت أبا ذر بالربذة، وعليه حلة، وعلى غلامه حلة، فسألته عن ذلك، فقال: إني ساببت رجلاً، فعيرته بأمه. فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر أغيرته بأمه؟! إنم امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما بغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم"

"إخوانكم خولكم" الخول: هم الخدم، سموا بذلك؛ لأنهم يتخولون الأمور أي: يصلحونها.

وفي تقديم لفظ إخوانكم على خولكم إشارة إلى الاهتمام بالأخوة.

"فليطعمه مما يأكل" أي: من جنس ما يأكل.

قال النووي: "والأمر بإطعامهم مما يأكل السيد، وإلبايهم مما يلبس محمول على الاستحباب لا على الإيجاب، وهذا بإجماع المسلمين.

وأما فعل أبي ذر في كسوة غلامه مثل كسوته فعمل بالمستحب، وإنما يجب على السيد نفقة المملوك وكسوته بالمعروف بحسب البلدان والأشخاص، سواء كان من جنس نفقة السيد ولباسه، أو دونه، أو فوقه.

حتى لو قتر السيد على نفسه تقتير خارجاً عن عادة أمثاله إما زهداً، وإما شحاً، لا يحل له التقتير على المملوك، وإلزامه وموافقته إلا برضاه".

"ولا تكلفوهم ما يغلبهم" أي: بما يعجزون عنه لعظمة أو صعوبته.

"فإن كلفتموهم" المراد: أن يكلف العبد جنس ما يقدر عليه، فإن كان يستطيعه وحده وإلا فليعنه بغيره.

من فوائد الحديث:

فيه: النهي عن سب الرقيق، وتعييرهم بمن ولدهم.

وفيه: النهي عن التعيير وتنقيص الآباء والأمهات، وأنه من أخلاق الجاهلية.

وفيه: أنه ينبغي للمسلم أن لا يكون فيه شيء من أخلاق الجاهلية.

وفيه: الحث على الإحسان إلى الرقيق والخدم، والرفق بهم، ويلتحق بالرقيق من في معناهم من أجير وغيره.

وفيه: عدم الترفع على المسلم، والاحتقار له.

وفيه: المحافظة على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

وفيه: إطلاق الأخ على الرقيق.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day