1. المقالات
  2. الدعاء و العلاج بالرقى_ سعيد بن علي بن وهف
  3. عِلاَجُ السِّحْرِ

عِلاَجُ السِّحْرِ

عِلاَجُ السِّحْرِ

الْعِلاَج ُالإِلَهِيُّ لِلسِّحْرِ قِسْمَانِ:

الْقِسْمُ الأَوَّلُ: مَا يُتَّقَى بِهِ السِّحْرُ قَبْلَ وُقُوعِهِ وَمِنْ ذَلِكَ:

1- الْقِيَامُ بِجَمِيعِ الْوَاجِبَاتِ، وَتَرْكُ جَمِيعِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَالتَّوْبَةُ مِنْ جَمِيعِ السَّيِّئَاتِ.

2- الإِكْثَارُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، بِحَيْثُ يَجْعَلُ لَهُ وِرْدَاً مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ.

3- التَّحْصُّنُ بِالدَّعَوَاتِ، وَالتَّعَوَّذَاتِ، وَالأَذْكَارِ الْمَشْرُوعَةِ، وَمِنْ ذَلِكَ: «بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ وَلاَ في السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ» ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ([1])، وَقِرَاءَةُ آيَةِ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ، وَعِنْدَ النَّوْمِ، وَفِي الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ([2])، وَقِرَاءَةُ: ]قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ، وَعِنْدَ النَّوْمِ، وَقَوْلِ: ((لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» مِائَةَ مَرَّةٍ كُلَّ يَوْمٍ([3])، وَالْمَحَافَظَةُ عَلَى أَذْكَارِ الصَّبّاحِ وَالْمَسَاءِ، وَالأَذْكَارِ أَدْبَارَ الصَّلَوَاتِ، وَأَذْكَارِ النَّوْمِ، وَالاسْتِيقَاظِ مِنْهُ، وَأَذْكَارِ دُخُولِ الْمَنْزِلِ، وَالْخُرُوجِ مِنْهُ، وَأَذْكَارِ الرُّكُوبِ، وَأذْكَارِ دُخُولِ الْمَسْجِدِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ، وَدُعَاءِ دُخُولِ الْخَلاَءِ، وَالْخُرُوجِ مِنْهُ، وَدُعَاءِ مَنْ رَأَى مُبْتَلىً، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ ذَكَرْتُ كَثِيرَاً مِنْ ذَلِكَ فِي ((حِصْنِ الْمُسْلِمِ)) عَلَى حَسْبِ الأَحْوَالِ، وَالْمُنَاسَبَاتِ، وَالأَمَاكِنِ وَالأَوْقَاتِ، وَلاَ شَكَّ أَنَّ الْمُحَافَظَةَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الأَسْبَابِ الَّتِي تَمْنَعُ الإِصَابَةَ بِالسِّحْرِ، وَالْعَيْنِ، وَالْجَانِّ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهِيَ أَيْضَاً مِنْ أَعْظَمِ الْعِلاَجَاتِ بَعْدَ الإِصَابَةِ بِهَذِهِ الآفَاتِ وَغَيْرِهَا([4]).

4- أَكْلُ سَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً عَلَى الرِّيقِ صَبَاحَاً إِذَا أَمْكَنَ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم : «مَنْ اصْطَبَحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ» ([5])، وَالأَكْمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ مِمَّا بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ، كَمَا فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ، وَيَرَى سَمَاحَةُ شَيْخِنَا الْعَلاَّمَةُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بَازٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ جَمِيعَ تَمْرِ الْمَدِينَةِ تُوجَدُ فِيهِ هَذِهِ الصِّفَةُ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم : «مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِمَّا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا حِينَ يُصْبِحُ... )) الحديث([6]).

كَمَا يَرَى رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ ذَلِكَ يُرْجَى لِمَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِنْ غَيْرِ تَمْرِ الْمَدِينَةِ مُطْلَقَاً.

الْقِسْمُ الثَّانِي: عِلاَجُ السِّحْرِ بَعْدَ وُقُوعِهِ وَهُوَ أَنْوَاعٌ:

النَّوْعُ الأَوَّلُ: اسْتِخْرَاجُهُ وَإِبْطَالُهُ إِذَا عُلِمَ مَكَانُهُ بِالطُّرُقِ الْمُبَاحَةِ شَرْعَاً، وَهَذَا مِنْ أَبْلَغِ مَا يُعَالَجُ بِهِ الْمَسْحُورُ([7]).

النَّوْعُ الثَّانِي: الرُّقْيَةُ الشَّرْعِيَّةُ، وَمِنْهَا مَا يَأْتِي([8]):

أولاً: ((يَدُقُّ سَبْعَ وَرَقَاتٍ مِنْ سِدْرٍ أَخْضَرَ بَيْنَ حَجَرَيْنِ أَوْ نَحْوِهِمَا ثُمَّ يَصُبُّ عَلَيْهَا مَا يَكْفِيْهِ لِلْغُسْلِ مِنَ الْمَاءِ وَيَقْرَأُ فِيهَا:

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ]اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[([9]) .

]وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ[([10]).

]وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ[([11]) .

]قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ * وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى[([12]).

بسم الله الرحمن الرحيم ]قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ*لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ[.

بسم الله الرحمن الرحيم ]قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[.

بسم الله الرحمن الرحيم ]قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ[.

بسم الله الرحمن الرحيم ]قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ * الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ[.

وَبَعْدَ قِرَاءَةِ مَا ذُكِرَ فِي الْمَاءِ يَشْرَبُ مِنْهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَيَغْتَسِلُ بِالْبَاقِي، وَبِذَلِكَ يَزُولُ الدَّاءُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَإِنْ دَعَتِ الْحَاجَةُ إِلَى إِعَادَةِ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ فَلاَ بَأْسَ حَتَّى يَزُولَ الْمَرَضُ، وَقَدْ جُرِّبَ كَثِيراً فَنَفَعَ اللَّهُ بِهِ، وَهُوَ جَيِّدٌ لِمَنْ حُبِسَ عَنْ زَوْجَتِهِ([13]).

ثانياً:- تَقْرَأُ سُورَةَ الْفَاتِحَةِ، وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَالآيَتَيْنِ الأَخِيرَتَيْنِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَسُورَةِ الإِخْلاَصِ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أوْ أكْثَرَ مَعَ النَّفْثِ وَمَسْحِ الْوَجَعِ بِالْيَدِ الْيُمْنَى([14]).

ثالثاً: التَّعَوُّذَاتِ وَالرُّقَى وَالدَّعَوَاتُ الْجَامِعَةُ:

1- أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ (سبع مرات)([15]).

2- يَضَعُ الْمَرِيضُ يَدَهُ عَلَى الَّذِي يُؤْلِمُهُ مِنْ جَسَدِهِ وَيَقُولُ: ((بِسْمِ اللَّهِ)) ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ويقول : ((أَعُوذُ بِالله وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ)) (سَبْعَ مَرَّاتٍ) ([16]).

3- «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ الْبَأْسَ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا»([17]).

4- «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ»([18]).

5- «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ»([19]).

6- «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ: مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ»([20]).

7- «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَبَرَأَ، وَذَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ»([21]).

8- «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الأَرْضِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ ...»([22]).

9- « بِسْمِ الله أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ، بِسمِ اللهِ أَرقِيكَ»([23]).

10- «بِسْمِ الله يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ» ([24]).

11- «بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ حَسَدِ حَاسِدٍ، وَمِنْ كُلِّ ذِي عَيْنٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ»([25]).

وَهَذِهِ التَّعَوُّذَاتُ، وَالدَّعَوَاتُ، وَالرُّقَى يعَالَجُ بِهَا مِنَ السِّحْرِ، وَالْعَيْنِ، وَمَسِّ الْجَانِّ، وَجَمِيعِ الأَمْرَاضِ؛ فَإِنَّهَا رُقَىً جَامِعَةٌ نَافِعَةٌ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى.

النَّوْعُ الثَّالِثُ: الاسْتِفْرَاغُ بِالْحِجَامَةِ فِي الْمَحَلِّ أَوِ الْعُضْوِ الَّذِي ظَهَرَ أَثَرُ السِّحْرِ عَلَيْهِ إِنْ أَمْكَنَ ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ يُمْكِنْ كَفَى مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ مِنَ الْعِلاَجِ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى([26]).

النَّوْعُ الرَّابِعُ: الأَدْوِيَةُ الطَّبِيعِيَّةُ، فَهُنَاكَ أَدْوِيَةٌ طَبِيعِيَّةٌ نَافِعَةٌ، دَلَّ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ، وَالسُّنَّةُ الْمُطَهَّرَةُ، إِذَا أَخَذَهَا الإِنْسَانُ بِيَقِينٍ، وَصِدْقٍ، وَتَوَجُّهٍ، مَعَ الاعْتِقَادِ أَنَّ النَّفْعَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ نَفَعَ اللَّهُ بِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، كَمَا أَنَّ هُنَاكَ أَدْوِيَةً مُرَكَّبَةً مِنْ أَعْشَابٍ وَنَحْوِهَا، وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى التَّجْرِبَةِ فَلاَ مَانِعَ مِنَ الاسْتِفَادَةِ مِنْهَا شَرْعَاً مَا لَمْ تَكُنْ حَرَامَاً([27]).

وَمِنَ الْعِلاَجَاتِ الطَّبِيعِيَّةِ النَّافِعَةِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى: الْعَسَلُ([28])، وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ([29])، وَمَاءُ زَمْزَمَ([30])، وَمَاءُ السَّمَاءِ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ]وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا[([31])، وَزَيْتُ الزَّيْتُونِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم : «كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ»([32])، وَقَدْ ثَبَتَ مِنْ وَاقِعِ التَّجْرِبَةِ وَالاسْتِعْمَالِ، وَالْقِرَاءَةِ أَنَّهُ أَفْضَلُ زَيْتٍ([33])، وَمِنَ الأَدْوِيَةِ الطَّبِيعِيَّةِ: الاغْتِسَالُ، وَالتَّنَظُّفُ، وَالتَّطَيُّبُ([34]).

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) الترمذي، برقم 3388، وأبو داود، برقم، 5088، وابن ماجه، برقم 3869، و صححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 2 / 332.

([2]) الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 1 / 562، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1 / 273، برقم 658.

([3]) البخاري، 4 / 95، برقم 3293، ومسلم، 4 / 2071، برقم 2691.

([4]) انظر: زاد المعاد، 4 / 126، ومجموع فتاوى العلامة ابن باز، 3 / 277، وانظر الأسباب العشرة التي يندفع بها شرّ الحاسد والساحر في القسم الثالث من علاج العين، من هذا الكتاب.

([5]) البخاري مع الفتح، 10 / 247، برقم 5445، ومسلم، 3 / 1618، برقم 2047.

([6]) مسلم 3 / 1618، برقم 2047.

([7]) انظر: زاد المعاد، 4 / 124، والبخاري مع الفتح، 10 / 132، برقم 5765، ومسلم،
4 / 1917، برقم 2189، ومجموع فتاوى ابن باز 3 / 228.

([8]) انظر: فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين، ص 138 .

([9]) سورة البقرة، الآية: 255 .

([10]) سورة الأعراف، الآيات: 117- 122 .

([11]) سورة يونس، الآيات: 79- 82 .

([12]) سورة طه، الآيات: 65- 70 .

([13]) انظر: فتاوى ابن باز، 3 / 279، وفتح المجيد، ص 346، والصارم البتار في التصدي للسحرة والأشرار لوحيد عبد السلام، ص 109- 117، فهناك رقية مفيدة ومطولة نافعة إن شاء الله تعالى، ومصنف عبد الرزاق، 11 / 13، وفتح الباري لابن حجر، 10 / 233.

([14]) انظر: البخاري مع الفتح، 9 / 62، برقم 5016، ومسلم، 4 / 1723، برقم 2192 ، والبخاري مع الفتح، 10 / 208 .

([15]) أبو داود، 3 / 187، برقم 3106، والترمذي، 2 / 410، برقم 2083، وصححه الألباني في صحيح الجامع، 5 / 180، و322، وفي صحيح سنن أبي داود، 2/ 276.

([16]) مسلم، 4/ 1728، برقم 2202.

([17]) البخاري مع الفتح، 10/ 206، برقم 5750، ومسلم، 4/ 1721، برقم 2191.

([18]) البخاري مع الفتح، 6 / 408، برقم 3371.

([19]) مسلم 4 / 1728، برقم 2709.

([20]) أبو داود، برقم 3893، والترمذي، برقم 3528، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 3 / 171 .

([21]) مسند أحمد، 3 / 119، برقم 15461، بإسناد صحيح، وابن السني، برقم 637، وانظر: مجمع الزوائد، 10 / 127، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 7/ 196.

([22]) مسلم، 4 / 2084، برقم 2713.

([23]) مسلم عن أبي سعيد t، 4 / 1718، برقم 2186.

([24]) مسلم عن عائشة رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا، 4 / 1718، برقم 2185.

([25]) سنن ابن ماجه، برقم 3527، عن عبادة بن الصامت t، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 2 / 268 .

([26]) انظر: زاد المعاد، 4 / 125، وهناك أنواع من علاج السحر بعد وقوعه لا بأس بها إذا جربت فنفعت. انظر: مصنف ابن أبي شيبة، 7 / 386- 387، وفتح الباري، 10 / 233- 234، ومصنف عبد الرزاق، 11 / 13، والصارم البتار، ص 194- 200، والسحر حقيقته وحكمه للدكتور مسفر الدميني، ص 64- 66 .

([27]) انظر: فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين، ص 139.

([28]) انظر: فتح الحق المبين، ص140، ويأتي  العلاج بالعسل في هذا الكتاب.

([29]) انظر: فتح الحق المبين، ص141، ويأتي العلاج بالحبة السوداء في هذا الكتاب.

([30]) انظر: فتح الحق المبين، ص 144، ويأتي العلاج بماء زمزم في هذا الكتاب.

([31]) سورة ق، الآية: 9.

([32]) أحمد في المسند، 3 / 497، برقم 16055، والترمذي، برقم 1851، وابن ماجه برقم 3319، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 2 / 166.

([33]) انظر: فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين، ص 142.

([34]) انظر: المرجع السابق، ص145 .

المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day