1. المقالات
  2. محمد صلى الله عليه وسلم النبي الموعود في العهدين
  3. النبي الموعود هو صاحب ملكوت الله الباقي

النبي الموعود هو صاحب ملكوت الله الباقي

النبي الموعود هو صاحب ملكوت الله الباقي:

ملكوت السماوات تعبير ورد في التوراة والإنجيل، للدلالة على تحكيم شرع الله في الأرض، وقد يطلق عليه ملكوت السماء، أو ملكوت الله[1]، لأن الحكمة من إرسال الرسل هو نشر نور الله حتى يَعُمَّ الآفاق، وإعلاء راية التوحيد، وكسر راية الشرك، وفي التاريخ القديم لم نجد رسولاً حقق هذا النجاح على المستوى العالمي، نعم كان الأنبياء يحققون النجاح على مستوى رقعة أرض معينة، وبلاد محدودة وما يلبث أن يلتحق النبي بالرفيق الأعلى ويضيع الكتاب ويتسرب الشرك، ويعم الظلام الأرض، وكان الوحي ينزل بالبشرى بمملكة الله القادمة وما ستحققه من عدل وما تنشره من نور، وكانت البشارات سلوة الأنبياء والمؤمنين في كل عصر، جاء في إنجيل (لُوقَا): "كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا ومن ذلك الوقت يُبشر بملكوت الله"[2]، يقول (وليم باركلي): "الملكوت هو مجتمع على الأرض، تُنَفَّذُ فيه إرادة الله تمامًا كما في السماء"[3]، وحين يظهر ملكوت الله يكون ظهورها واضحًا لا لبس فيه[4]، وكان علماء أهل الكتاب قبل مبعثه يبشرون بقرب حلول مبعث النبي الموعود، وممن تنبأ بملكوت الله:

أولاً: أخنُوخ:رؤيا أخنُوخ تتحدث عن أربعة إمبراطوريات عظيمة قبل أن يأتي ابن الإنسان ويكون ملكوت الله في الأرض: "بعد رؤيا هذا الزمان، في الموقع نفسه الذي كانت قد جرت لي رؤى السر كلها - لأنني كنت قد رُفعت بواسطة إعصار وحملت باتجاه الغرب - رأيت بعيني كافة أسرار السماء المستقبلية: جبل من الحديد، وجبل من النحاس، وجبل من الفضة، وجبل من الذهب، وجبل من معدن صهور، وجبل من الرصاص، فسألت الملاك الذي كان يرافقني: ما هي هذه الجبال التي رأيتها بشكل غامض؟ فأجابني: ما رأيته كله سيخدم سلطة مسيحه، لكي يقود ويمارس السلطة على الأرض، وأضاف ملاك السلام: انتظر قليلاً، وسيكشف لك السر الذي يحيط برب الأرواح كله، أما الجبال التي رأتها عيناك، جبل الحديد وجبل النحاس، وجبل الفضة، وجبل الذهب، وجبل المعدن الصهور وجبل الرصاص، فستصبح كلها أمام المصطفى مثل الشمع، أمام النار، وكما الماء النازل من قممها ستصبح سائلة أمام خطواته، وفي ذلك الزمان لن يُنقذ أحد مقابل ذهب ولا فضة، ولن يمكن الإفلات، الحديد لن ينفع من أجل الحرب، ولا من أجل التدرع به، والبرونز سيصبح بلا فائدة، والقصدير لن يكون ذا نفع ولا ذا قيمة، والرصاص لن يبحث عنه أحد، ذلك كله سيُنكر وسيختفي من على وجه الأرض، وعندما سيظهر المصطفى بحضور رب الأرواح"[5]، وجاء في هوامش هذا السفر أن المقصود بهذه المعادن إمبراطوريات الأرض[6].

هذه الرؤيا تشير إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم فاسمه المصطفى لم يتسمَّ به غيره، وذكرنا أن المسيح الموعود عندهم لا ينطبق إلا على رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، والإمبراطوريات الأربعة ويأتي بعدها ملكوت الله بقيادة المصطفى  صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما ستؤكده نبوءة دَانِيآل بما لا يدع مجالاً للشك أن المراد بهذه الحضارة الخاتمة والباقية هي الحضارة الإسلامية.

 

 

ثانياً: دَانِيآل: دَانِيآل أحد أنبياء بني إسرائيل في الأسر البابلي ولد في أُورُشَلِيم[7]، يتنبأ بظهور ملكوت الله، وجاءت في سفره بشارتان عن ملكوت الله، هما:

1ـ رؤيا نَبُوخَذَْنَصَّر:نَبُوخَذْنَصَّر ملك بابلي قضى على مملكة يهوذا، وأخذهم أسرى إلى بابل، في السنة الثانية رأى رؤية فانزعج، وطلب أن تفسر رؤياه دون أن يبوح بها، فعجز السحرة والكهنة عن تفسيرها لعدم معرفتهم بها، فأمر بقتلهم، وممن استدعاهم دَانِيآل وطلب من الملك مهلة، ودعا الله  عز وجل أن يكشف له عن أمر الرؤيا، فكشف الله له سر الرؤيا، فأخبر الملك أنه رأى تمثالاً عظيمًا رأسه من ذهب، وصدره وذراعاه من فضة، بطنه وحذاؤه من نحاس، ساقاه من حديد، قدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف، قُطِعَ حجرٌ من غير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما، فانسحق الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معًا، فصارت كعاصفة البيدر في الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان، أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلاً كبيرًا، وملأ الأرض كلها.

 

ثم بدأ في تأويل الرؤيا له: فبين أن الله أعطاه سلطانًا وفخرًا فهو الرأس من ذهب، وبعده تقوم مملكة أصغر من مملكته، ومملكة ثالثة من نحاس، فتتسلط على كل الأرض، وتأتي مملكة رابعة صلبة كالحديد، ولما رأيت القدمين والأصابع بعضها من خزف، والبعض من الحديد فالمملكة منقسمة ويكون فيها قوة الحديد، والبعض قَصِمًا، ولما رأيت الحديد مختلطًا بالخزف فإن أصحاب المملكة يختلطون بنسل الناس، ولكن لا يتلاصق هذا بذاك كما أن الحديد لا يختلط بالخزف، وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لا تنقرض أبدًا ومُلْكها لا يُتْرَكُ لشعب آخر، وتسحق وتفنى كل هذه الممالك وهي تثبت إلى الأبد[8].

 

فالإمبراطورية الأولى البابلية: (626ـ539ق.م)، والإمبراطورية الثانية ماري وفارس: (539 ـ 331ق.م)، الإمبراطورية الثالثة اليونانية: (331 ق.م ـ 58م)، والإمبراطورية الرابعة الرومانية: (58م ـ  1453م)، أما الحجر الذي هشم التمثال فصار جبلاً عظيمًا عاليًا امتلأت منه الأرض كلها، فالحجر يرمز إلى دولة الإسلام التي توسعت وبسطت سلطانها على العالم القديم، ولم تزل باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها[9]، يقول ابن المزين: ولا يصح أن يكون صاحب هذه البشارة المسيح  عليه السلام ، "فإنه لم يغلب الأمم كلها بل غُلِب، فإنه أستُضعِف فأهين وصُلِب، ولم يُبعَث إلى الأمم كلها عامة، بل إلى قوم بأعيانهم خاصة، وإنما محمد الذي غلب كل الأمم ...، فجعل الكل جنسًا واحدًا وألزمهم دينًا واحدًا، وصيرهم دينًا واحدًا"[10].

 

2ـ رؤيا دَانِيآل:تعد رؤيا دَانِيآل من أوضح وأنصع البشارات التي تؤكد نبوة النبي  صلى الله عليه وسلم ، وهي تؤكد الرؤيا السابقة، رأى دَانِيآل في المنام أن رياحًا أربعة عصفت بالبحر فخرج من البحر أربعة حيوانات عظيمة يختلف بعضها عن بعض، الأول كالأسد له جناحا نسر، والثاني شبيه بالدُبّ في فمه ثلاث أضلع بين أسنانه، والثالث نمر له أربعة أجنحة وأربعة رؤوس، والرابع حيوان هائل قوي شديد له أسنان من حديد سحق الباقي برجله، وله عشرة قرون، وإذا بقرن صغير طلع بينها وقلعت ثلاثة من القرون الأولى من قدامه، وإذا بعيون كعيون الإنسان في هذا القرن وفم متكلم بعظائم، ثم رأى بعد ذلك أن ابن الإنسان يأتي في السحاب، فأُعْطِيَ سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبديٌ لن يزول، وملكه لا ينقرض، فيفزع دانيال من هذه الرؤيا ويطلب من أحدهم في الرؤيا أن يفسر له ذلك، فيؤول له الحيوانات الأربعة بأربعة ممالك تقام على الأرض، والحيوان الرابع لمملكة رابعة تسحق الممالك السابقة، والقرون العشرة من الحيوان الرابع هي عشرة مُلوك، أما القرن الصغير الذي يخرج وهو ملك مخالف للأولين، ويُذل ثلاثة ملوك، ويتكلم بكلام ضد العلي، ويُبلي قديسي العلي، والمملكة والسلطان تحت كل السماء تُعطى لشعب قديسي العلي، وملكوتهم أبدي، وجميع السلاطين إياه يعبدون ويُطيعون[11].

 

 

وفق هذه الرؤيا أن النبي الموعود يكون له سلطان وقوة وله مملكة، وينتصر على أعدائه، ويقضي على ممالك الشرك والكفر، يقول عبد الأحد داود: إن الوحش الأول يمثل الإمبراطورية الكلدانية، والحيوان الثاني يمثل الإمبراطورية الفارسية، والحيوان الثالث يرمز إلى الإسكندر والحضارة الإغريقية، والحيوان الرابع يرمز إلى الحضارة الرومانية، والقرن الصغير يشير بلا شك إلى قسطنطين الكبير الذي حكم الإمبراطورية بعد الأباطرة العشرة، ودانت له الإمبراطورية بعد أن أقصى منافسيه الثلاثة، أما أنه له فم وعينا بشر يتكلم بالعظائم فكونه فرض على الإمبراطورية والنصارى عقيدة التثليث المخالفة لدين الله، وقد اضطهد النصارى الموحدين، وأنزل بهم أشد أنواع العذاب، ويأتي دور عباد الله الذين يقيمون ملكوت الله الدائمة[12].

 

ويزعم النصارى أن هذه النبوءة هي خاصة بالمسيح، ولا أدري أين عقولهم حين جعلوا هذه النبوءة تخص سيدنا عيسى  عليه السلام وكما ترى هذه النعوت لا تنطبق إلا على سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وعلى دولة الإسلام التي حطمت الإمبراطورية الفارسية والرومانية، وينكر عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية هذا التأويل الفاسد، فيقول: "فهذا نعت محمد لا نعت المسيح فهو الذي بُعث بشريعة قوية دون جميع ملوك الأرض وأممها حتى امتلأت الأرض منه ومن أمته في مشارق الأرض ومغاربها وسلطانهم دائم لا يقدر أحد أن يزيله كما زال ملك اليهود وزال ملك النصارى عن خيار الأرض وأواسطها"[13]، ويرى عبد الأحد داود أن هذه الرؤية لا تنطبق على عيسى  عليه السلام ؛ لأنه كان حملاً مذبوحًا منذ تأسيس العالم[14]، ومن جهة أخرى نجد أن عيسى  عليه السلام ينفي أن يكون له مملكة وسلطان في الأرض، سأله بيلاطس - والي الرومان على فلسطين - حينما ألقى القبض عليه: "أنت ملك اليهود؟ أجابه يسوع: أمن ذاتك تقول هذا أم آخرون قالوا لك عني؟ أجابه بيلاطس: ألعلي أنا يهودي، أُمَّتُك ورؤساء الكهنة أسلموك إليَّ، ماذا فعلت؟ أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خُدامي يُجاهدون لكي لا أسلم لليهود"[15]،

 

 

ومن جهة ثالثة إذا كان عيسى  عليه السلام هو صاحب هذا الملكوت ومؤسسه كما يزعمون فلماذا يقول النصارى في صلواتهم منذ ألفي سنة: "أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليأتِ ملكوتك"[16]، ولماذا كان تلاميذه يبشرون به بعد رفعه؟ ثم أين الملكوت الذي أسسه؟ إذ ظل النصارى يتعرضون لأشد وسائل التعذيب بعده من قتل وحرق وإلقاء للوحوش الكاسرة، وفقدان لحقوقهم المدنية في ظل الدولة الرومانية، وما يزعم النصارى أن الإمبراطورية الرومانية مستمرة باعتبار أن الحضارة الغربية امتداد لها، فهذا كلام غير مقبول للأمور التالية: (1) نبوءة دَانِيآل تشير إلى ملكوت جديد يحطم الممالك السابقة، لا أن المملكة الرابعة تتحول. (2) كيف تكون المملكة الأخير هي الدولة الرومانية ونحن نعلم أن الأتراك المسلمين قضوا عليها، واستولوا على عاصمتها القسطنطينة. (3) نبوءة دَانِيآل تشير إلى اضمحلال الإمبراطورية الرابعة لا بقاءها، وبالفعل فإن الإمبراطورية الرومانية أصبحت تاريخًا ولا وجود لها في الواقع. (4) نبوءة دَانِيآل تشير إلى استمرار حضارة ومملكة يقيمها الإله ولا تنقرض، لا يمكن أن نطلق على الحضارة الغربية أنها هي المملكة التي أشار إليها دَانِيآل، لأن الحضارة الغربية الحالية هي حضارة علمانية، تنبذ الدين. (5) لم ينسب المسيح هذه النبوة إلى نفسه[17].

 

ويشكك الأب الكاثوليكي (ريموند براون) في نسبة اسم (ابن الإنسان) إلى السيد المسيح  عليه السلام   من عدة وجوه: (1) لم يسم أحد المسيح بهذا الاسم في الإنجيل. (2) لم ينسب المسيح عبارة (ابن الإنسان) التي وردت في نبوءة دَانِيآل إلى نفسه رغم ادعاء الأناجيل أنه كان يطلق على نفسه هذا الاسم. (3) النصارى الأوائل لم يذكروا أن المسيح هو ابن الإنسان في صلواتهم وعقائدهم. (4) استهزئ بالمسيح وهو على الصلب بأنه يدعي أنه سيهدم الهيكل، وأنه المسيح، وأنه ابن الله، ولم يستهزئ بادعائه بأنه (ابن الإنسان) الهادم للإمبراطورية الرابعة[18]، وهذا دليل على أنه ليس ابن الإنسان المقصود، قال (ريموند براون): إن كبار النقاد من أمثال بولتمان، وهاهن، وتودت، وفولر قد ذهبوا إلى أن المسيح قد تحدث عن (ابن الإنسان) على أنه شخصية تظهر بعده لتدين الناس[19].

 

ثالثًا: بشارة يُوحََنَّا عن ملكوت الله:يُوحَنَّا المَعْمَدَان - يحيى  عليه السلام - يبشر بقدوم ملكوت الله: "جاء يُوحَنَّا المَعْمَدَان يَكْرِزُ[20]في برية اليهودية قائلاً: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات"[21].

 

رابعًا: وظيفة عيسى  عليه السلام التبشير بملكوت الله:إن مهمة عيسى  عليه السلام هي أن يبشر بملكوت الله: "فقال لهم: إنه ينبغي لي أن أُبشِّر المدن الأخر أيضًا بملكوت الله لأني لهذا قد أُرْسِلْتُ، فكان يَكْرِزُ في مجامع الجليل"[22]، فكان  عليه السلام يتنقل بين المدن يبشر بملكوت الله: "وعلى إثر ذلك يسير في مدينة وقرية يَكْرِزُ ويُبَشِّرُ بملكوت الله ومعه الاثنا عشر"[23]، وهيأ تلاميذه لهذه المهمة الصعبة: "ودعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم قوة وسلطانًا على جميع الشياطين، وشفاء أمراض، وأرسلهم ليَكْرِزُوا بملكوت الله ويشفوا المرضى"[24]، ويؤكد  عليه السلام لهم دنو زمن هذا الملكوت، "وبعدما أُْسلِمَ يُوحَنَّا جاء يسوع إلى الجليل يَكْرِزُ ببشارة ملكوت الله، ويقول: قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل"[25]، ويشدد على تلاميذه بقرب زمنه، فيقول: "وأيةُ مدينةٍ دخلتموها وقبلوكم فكلوا مما يُقدم لكم، واشفوا المرضى الذين فيها، وقولوا لهم: قد اقترب منكم ملكوت الله، وأية مدينة دخلتموها ولم يَقْبَلُوكم فاخرجوا إلى شوارعها وقولوا: حتى الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم، ولكن اعلموا هذا إنه قد اقترب منكم ملكوت الله"[26]، وهذا الملكوت ليس خاصًا باليهود، بل لعباد الله الذين يستجيبون أيًا كان جنسهم وأعمالهم ما داموا قبلوا ورجعوا إلى الله تعالى:"قال لهم يسوع: الحق أقول لكم إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله"[27].

 

 

وهنا يجدر بنا أن نورد نص مَلاخِي: "هأنذا أرسل ملاكي فيهئُ الطريق أمامي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تُسرون به هوذا يأتي قال رب الجنود ومن يحتمل يوم مجيئه، ومن يثبُتُ عند ظهوره؛ لأنه مثلُ نارٍ المُمَحَّص، ومثل أشنان القصار"[28]، فالنص يشير إلى اثنين يهيئ أحدهما الطريق للآخر، فإيِليَّا يمهد للنبي الموعود ولملكوت الله: "فهو ذا يأتي اليوم المتقد كالتنور وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشًا ويحرقهم اليوم الآتي، قال رب الجنود فلا يُبقي لهم أصلاً ولا فرعًا.... اذكروا شريعةَ موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل الفرائض والأحكام، هأنذا أرسل إليكم إيِليَّا النبي قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف، فيَرُدُّ قلب الآباء على الأبناء، وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن"[29]، والنصارى يزعمون أن يُوحَنَّا المَعْمَدَان هو الذي مهد لظهور المسيح، فسأل اليهود يُوحَنَّا "هذه شهادة يُوحَنَّا حين أرسل اليهود من أُورُشَلِيم كهنة ولاويين ليسألوه من أنت، فاعترف ولم يُنكر وأقر أني لست أنا المسيح، فسألوه إذًا ماذا إيِليَّا أنت؟ قال لست أنا، ألنبيُّ أنت؟ فأجاب: لا، فقالوا له من أنت لنُعطي جواباً للذين أرسلونا، ماذا تقول عن نفسك ؟ قال: أنا صوتُ صارخ في البرية ..."[30]، فيُوحَنَّا أنكر أن يكون هو إيِليَّا، وجاء في الإصحاح ذاته أنه رأى في الغد يسوع وقال هذا هو المسيح[31]، ولا يمكن التسليم بهذا القول؛ لأن يُوحَنَّا قبل استشهاده يرسل إلى عيسى  عليه السلام هل هو المسيح الموعود أم لا: "أنت هو الآتي أم ننتظر آخر"[32]، ولما كان عيسى يبشر بملكوت الله وابن الإنسان فهو إيِليَّا، وليس هو المسيح الموعود.

 

 

خصائص ملكوت الله:

كان عيسى  عليه السلام يبشر بهذا الملكوت عن طريق ضرب الأمثال: "ولما كان وحده سأله الذين حوله مع الاثني عشر عن المثل، قال لهم: قد أُعْطيَ لكم أن تعرفوا سرَّ ملكوت الله، وأما الذين هم من خارجٍ فبالأمثالِ يكون لهم كل شيءٍ"[33]، وملكوت الله ليس مملكة خيالية بل هو ملكوت حقيقي يتكون من البشر، ولكن بشرًا من نوع خاص يحكمون شريعة الله في حياتهم، ونظام مملكتهم، يقول (ول ديورانت): يخيل إليَّ أنه ملكوت حقيقي؛ لأن الرسل والمسيحيين الأولين كانوا على بكرة أبيهم ينتظرون أن توجد مملكة أرضية، لهذا أخذوا يرددون هذه العبارة "ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك"[34][35]، وأهم ما امتاز به ملكوت الله هو:

 

1ـ الذين يؤمنون بملكوت الله هم الذين لديهم الاستعداد لتلقي النفحات الربانية: قال عيسى  عليه السلام : "هو ذا الزارع خرج ليزرع وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق، فجاءت الطيور وأكلته، وسقط آخر على الأماكن المحجرة، حيث لم تكن له تربة كثيرة، فنبت حالاً، إذ لم يكن له عمق أرض، ولكن لما أشرقت الأرض احترق، وإذا لم يكن له أصل جف، وسقط آخر على الشوك فطلع شوك وخنقه، وسقط آخر على الأرض الجيدة فأعطى ثمرًا، بعضه مائة وآخر ستين، وآخر ثلاثين، من له أذنان للسمع فليسمع"[36]، ويشير إلى أنه ليس كل شخص عنده الاستعداد أن يتلقى الهدى، وهذا ما أشار إليه الحبيب المصطفى  صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: (مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلا تُنْبِتُ كَلأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)[37].

 

 

2ـ ملكوت ينمو ويكبر ويقوى على الدوام ويُعَدُّ سرعة انتشاره معجزة:مثل عيسى  عليه السلام لهذا الملكوت كالبذرة التي تلقى في الأرض، "قال: بماذا نُشبِّه ملكوت الله أو بأي مثل نمثِّلُهُ مثل حبة خردل متى زُرعت في الأرض فهي أصغر جميع البُزُر التي على الأرض، ولكن متى زُرعت تطلع وتصير أكبر جميع البقول، وتصنع أغصانًا كبيرة حتى تستطيع طيور السماء أن تتآوى تحت ظلها، وبأمثالٍ كثيرة مثل هذه كان يُكلِّمهم حسبما كانوا يستطيعون أن يسمعوا"[38]، وهذا مصداقًا لقوله تعالى:"  مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا " [الفتح:٢٩].

 

 

3ـ ملكوت الله ينضوي تحته جميع البشر دون تمييز بين جنس، أو عرق، أو وطن، ويعم نفعه البشر جميعاً:جاء في (إنجيل متى): "قدم لهم مثلاً آخر قائلاً: يُشبه ملكوت السماوات إنسانًا زرع زرعًا جيداً في حقله، وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زوانًا في وسط الحنطة ومضى، فلما طلع النبات وصنع ثمراً حينئذ ظهر الزوان أيضاً، فجاء عبيد رب البيت وقالوا له: يا سيد أليس زرعًا جيدًا زرعت في حقلك، فمن أين له زوان؟ فقال لهم: إنسان عدو فعل هذا، فقال له العبيد: أتريد أن نذهب ونجمعه، فقال: لا، لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه، دعوهما ينميان كلاهما معا إلى الحصاد، وفي وقت الحصاد أقول للحصادين اجمعوا أولاً الزوان واحزموه حزمًا ليحرق، وأما الحنطة فاجمعوها إلى مخزني ... حينئذ صرف يسوع الجموع وجاء إلى البيت فتقدم إليه تلاميذه قائلين فسر لنا مثل زوان الحقل، فأجاب وقال لهم: الزَّارعُ الزرع الجيد هو ابن الإنسان، والحقل هو العالم، والزَّرع الجيد هو بنو الملكوت، والزوان هم بنو الشر، والعدو الذي زرع هو إبليس"[39]،هذا دليل على أنه يبعث إلى عامة الناس ومعلوم أن المسيح لم يرسل إلا إلى بني إسرائيل: "لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة"[40]، وكان يلزم اليهود بشريعة موسى  عليه السلام : "اذهب أرِ نفسك للكاهن وقدم القربان الذي أمر به موسى شهادة لهم"[41].

 

 

4ـ أصحاب هذا الملكوت يضاعف الله لهم الأجر بمنِّه وكرمه:إن من نعم الله على أصحاب هذا الملكوت يضاعف لهم الأجر: "فإن ملكوت السماوات يُشبه رجلاً ربَّ بيتٍ خرج مع الصبح ليستأجر فَعَلَةً لكرمه، فاتفق مع الفعلة على دينارٍ في اليوم وأرسلهم إلى كرمه، ثم خرج نحو الساعة الثالثة ورأى آخرين قيامًا في السوق بطالين، فقال لهم: اذهبوا أنتم أيضًا إلى الكرم، فأعطيكم ما يَحِقُّ لكم فمضوا، وخرج أيضًا نحو الساعة السادسة والتاسعة وفعل كذلك، ثم نحو الساعة الحادية عشرة خرج ووجد آخرين قيامًا بطالين، فقال لهم: لماذا وقفتم ههنا كل النهار بطالين ؟ قالوا له: لأنه لم يستأجرنا أحد، قال لهم: اذهبوا أنتم أيضًا إلى الكرم فتأخذوا ما يحق لكم، فلما كان المساء قال صاحب الكرم لوكيله: ادعُ الفعلة وأعطيهم الأجر مبتدئًا من الآخرين إلى الأولين، فجاء أصحاب الساعة الحادية عشرة، وأخذوا دينارًا دينارًا، فلما جاء الأولون ظنوا أنهم يأخذون أكثر، فأخذوا هم أيضا دينارًا دينارًا، وفيما هم يأخذون تذمروا على ربِّ البيت، قائلين: هؤلاء الآخرون عملوا ساعة واحدة وقد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار والحر، فأجاب وقال لواحد منهم: يا صاحبُ ما ظلمتُكَ، أما اتفقت معي على دينارٍ، فخذ الذي لك واذهب، فإني أُريد أن أُعْطِي هذا الأخير مثلك، أو ما يَحِلُّ لي أن أفعل ما أريد بمالي، أم عَيْنُك شريرةٌ لأني أنا صالح، هكذا يكون الآخرون أوَّلين، والأولون آخرين، لأن كثيرين يُدْعَوْنَ، وقليلين يُنْتَخَبون"[42].

 

 

وقد أورد رسول الله  صلى الله عليه وسلم مثلاً نحو هذا لبيان فضل الله  عز وجل على هذه الأمة، عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنْ النَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ، فَعَمِلَتْ الْيَهُودُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ، فَعَمِلَتْ النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ، فَأَنْتُمْ هُمْ فَغَضِبَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالُوا: مَا لَنَا أَكْثَرَ عَمَلاً وَأَقَلَّ عَطَاءً، قَالَ: هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ، قَالُوا: لا، قَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ)[43].

 

5ـ قديسو الرب هم أصحاب هذا الملكوت:حسب نبوة دَانِيآل "وأعطي الدين لقديسي العلي، وبلغ الوقت فامتلك القديسون المملكة"[44]، وهذا الوصف لا ينطبق إلا على إمام الأنبياء وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان الذين كانوا رهبان الليل فرسان "  مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا " [الفتح:٢٩].

 

لايمكن أن يكون عيسى  عليه السلام هو صاحب هذا الملكوت فعندما يسأله بيلاطس والي الرومان على فلسطين: أنت ملك اليهود؟ أنكر المسيح  عليه السلام ذلك[45]، والإنجيل كان يبشر بملكوت الله، ونظرًا لاقتراب موعده، وربما يتأسس والتلاميذ على قيد الحياة وبذلك تظهر أسرار الملكوت بكل أنواره الساطعة لم يكتب التلاميذ شيئًا من الإنجيل بل تناقلوه[46]، واسم الإنجيل يعني البشارة، أو الخبر الطيب[47]، وهو إعلان عن مملكة الله القادمة، ومازال النصارى يرددون في صلواتهم منذ عشرين قرنًا "ليأت ملكوتك"، والله وحده يعلم كم سيستمرون في ترديد هذا النداء وينتظرون قدوم الملكوت عبثًا، ولا يمكن أن يكون هذا الملكوت الكنيسة؛ لأن النصارى يُكُرِّرُون كل يوم هذا الدعاء ويطلبون من الله أن يَبْعث لهم ملكوته مع أن الكنيسة حكمت أوربا في العصور الوسطى لقرون عديدة[48].

 

نستنتج أن ملكوت الله قادم بعد عيسى  عليه السلام ، وهو يبشر بهذا الملكوت، وسيدخل فيه كثير من الفقراء وأهل الشرك قبل بني إسرائيل، ويكون في أمة أخرى، وقد قَرُبَ ظهوره، وعلامته سرعة نموه وتعاظم سلطانه وبسطه على الأرض.

------------------------

[1] - السقا، البشارة بنبي الإسلام، 2/ 48 ، 59.

[2] - 16 : 16 .

[3] - السقار، هل بشر الكتاب المقدس بمحمد  صلى الله عليه وسلم ، ص/ 93.

[4] - راجع لوقا، 21 : 25 33  .

[5] - التوراة كتابات ما بين العهدين مخطوطات قمران ـ البحر الميت، الكتب الأسينية،(الجبال المعدنية عند قوم المصطفى)(1 ـ 9):2/56.

[6] - راجع (التوراة كتابات ما بين العهدين مخطوطات قمران ـ البحر الميت، الكتب الأسينية): 2/ 135.

[7] - راجع (قاموس الكتاب المقدس) : ص/ 357 ـ 358 .

[8] - راجع (دانيآل) 2.

[9] - راجع تفسير هذه الرؤيا (هداية الحيارى) ابن قيم الجوزية: ص/ 190 ـ 191.

[10] - (إثبات نبوة محمد  صلى الله عليه وسلم ) ابن المزين: ص/ 47 .

[11] - راجع (دَانِيآل) 7 .

[12] - راجع عبد الأحد داود، محمد   صلى الله عليه وسلم في كتاب اليهود والنصارى،  ص/ 47ـ 53. وراجع تفسير هذه الرؤيا عند ابن تيمية، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، 4/ 3ـ 5، وابن قيم الجوزية، هداية الحيارى، ص/ 191 ـ 193 .

[13] - الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، 4/ 4.

[14] - راجع عبد الأحد داود، الإنجيل والصلب، ص/ 195. و، رؤيا يوحنا، 13 : 8 .

[15] - يوحنا، 18 : 33 ـ 36 .

[16] - متى، 6: 9ـ 10 .

[17] - راجع عامر، محمد رسول الله  صلى الله عليه وسلم في الكتب المقدسة، ص/ 216  ـ 218.

[18] - راجع عامر، محمد رسول الله  صلى الله عليه وسلم في الكتب المقدسة، ص/ 218. نقلاً من كتاب (وفاة المسيا) ريموند براون: ص/ 507 ـ 508.

[19] - راجع عامر، محمد رسول الله  صلى الله عليه وسلم في الكتب المقدسة، ص/ 218 ، نقلاً عن (وفاة المسيا) ريموند براون: ص/ 218 .

[20] - الكرازة هي المناداة علناً بالإنجيل للعالم غير المسيحى، فهي ليست المواعظ الدينية لجماعة مغلقة من المبتدئين، لكنها التبشير العلني. راجع (دائرة المعارف الكتابية): مادة (كرز) نسخة ألكترونية.

[21] - متى، 3 : 1 ـ 2 .

[22] - لوقا، 4 : 43 ـ 44 .

[23] - لوقا، 8 : 1.

[24] - لوقا، 9: 1 ـ 2 .

[25] - مرقس، 1: 14 ـ 15 .

[26] - لوقا، 10 : 8 ـ 11.

[27] - متى، 21: 31

[28] - 3 : 1 ـ 2 .

[29] - ملاخي، 4.

[30]  - يوحنا، 1: 19 ـ 23.

[31] - يوحنا، 1: 29 ـ 31.

[32] - متى، 11: 3 .

[33] - مرقس، 4 : 10 ـ 11 .

[34] - متى، 6: 10 .

[35] - راجع، قصة الحضارة، 11/ 225 .

[36] - متى، 13 : 1ـ 9 .

[37] - رواه البخاري في، صحيحه، العلم/20، 1/ 28.

[38] - مرقس، 4 : 30 ـ 33 . وورد هذا المثل مختصراً في، لوقا، 13 : 18 .

[39] - متى، 13 : 24 ـ 41 .

[40] - متى، 15: 24

[41] - متى، 8: 4 .

[42] - متى، 20 : 1ـ 16 .

[43] - رواه البخاري في، صحيحه، الإجارة/ 8، 3/ 49 ـ 50.

[44] - دَانِيآل، 7: 22 .

[45] - راجع، يوحنا، 18 : 34 ـ 36 .

[46] - راجع عبد الأحد داود، الإنجيل والصلب، ص/ 111 ـ 112 .

[47] - راجع، قاموس الكتاب المقدس، ص/ 120 .

[48] - عبد الأحد داود، الإنجيل والصليب، ص/ 95 ـ 96.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day