البحث
الحج قبل الإسلام - كيف كان الحج قبل الإسلام؟
الحج قبل الإسلام
كيف كان الحج قبل الإسلام؟
لما كان أصحاب الجاهلية أصحاب معاصي واستهتار بكل عبادة يأتون بها فإنهم كانوا يؤدون الحج على النحو التالي:ـ
فقد كان طوافهم ببيت الله حرام مكاء وتصدية قال تعالى فى محكم كتابه العزيز:
"وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً"
والمكاء هو الصفير المرتفع
والتصدية هى التصفيق
فكان طوافهم عبارة عن صفير وصفيق بالبيت الحرام
فذمهم الله عز وجل وتوعدهم على فعلتهم هذه بقوله"فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ"
و كيف كانت هيئتهم فى الطواف؟
فإنهم كانوا يطوفون عراة رجالا ونساء معللين ذلك بقولهم (أنا لا نطوف بثياب عصينا فيها ومما لا شك فيه إن ازدحام الرجال مع النساء فى مكان واحد عراة يفتح باب واسعا للفتن وهذا ما أرادوه فى هذا الوقت من انتشار الرذيلة والفوضى
فمنع الإسلام تلك العادة الخبيثة بقوله تعالى فى محكم كتابه العزيز: "يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ"
والمعول عليه هنا هو ارتداء الثياب للزينة عند دخول المسجد
ثم دلت السنة النبوية المطهرة أيضا على تحريم الطواف للعراة رجالا كانوا أو نساء فقد روى عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم (ولا يطوف بالبيت عريان) والنهى كما نعلم يقتضى التحريم
وما كيفية السعى عندهم ؟
فقد كانوا يتأففون من السعي بين الصفا والمروة حتى لا يبذلون جهدا بدنيا وكانوا يهملون تلك الشعيرة من شعائر الحج ذلك لأنهم اتبعوا الهوى
ولكن الإسلام جعل السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج التى يجب على المسلم أن يأتي بها أثناء قيامه بشعائر الحج قال تعالى فى محكم كتابه العزيز:
"إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ"
وما هيئتهم عند وقوفهم بعرفة؟
فإن أهل مكة كانوا يعدون أنفسهم من خاصة الناس فكانوا لا يقفون بعرفة مع الواقفين بل يجلسون بمنى حتى إذا نزل الناس من عرفة نزلوا هم من منى متعللين بأنهم أرقى من كل هؤلاء الناس وبالتالي لا يجوز للعامة أن يخالطوهم بأى حال من الأحوال
فأبطل الإسلام تلك العادة الخبيثة وجعل الكل سواسية فى ممارسة شعائر ومناسك الحج وأوجب على كل الحجيج إتباع مناسك واحدة بتوقيت واحد وانزل الله جل في علاه "ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس"
أي أنه يجب على كل الحجيج الإفاضة من عرفات في وقت واحد وليس كما كان يفعل أهل مكة يفيض الناس من عرفات وهم من منى
وتؤيد ذلك السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله تبارك عنها وأرضاها بقولها (كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة ، وكانوا يسمون الحُمْس ، وكان سائر العرب يقفون بعرفة ، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه أن يأتي عرفات، فيقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله عز وجل : "ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس".
وما حقيقة النحر عندهم؟
أما عن النحر فإنهم كانوا ينحرون ذبائحهم لكنهم يهبونها لغير الله فكانوا يذبحونها قربى للأصنام التى كانوا لها عابدين فى ذلك الوقت بحجة أن تلك الذبائح هى السبيل والنجاة بينهم وبين آلهتهم المزعومة.
فانزل الله فى محكم كتابه العزيز:"ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه"
فنهى المولى تبارك في علاه أن الأكل من أى ذبيحة لم يذكر عليها اسم الله وعلى ما ذهب إليه جمهور العلماء فان المقصود به هنا هو ما ذبح لغير الله على سبيل القربى والمودة كما كانوا يفعلون
وحتى التجارة كانت محرمة عليهم فى الجاهلية لكن الإسلام أباحها بضوابطها مراعاة للمصلحتين الدينية والاجتماعية.