البحث
آداب السفر قبل الحج
آداب السفر قبل الحج
س:هل للحاج آداب معينة يستحب له أن يأتي بها قبل السفر للحج؟
الحج عبادة روحية وجسدية وقلبية معا ويستتبع القيام بها بعضا من الآداب التى تعين الحاج على تنشيط الإيمانيات فى قلبه.
س:وما هى تلك الآداب التى يستحب للحاج ان ياتى بها؟
أولا:يستحب له ان يودع أبويه وزوجه وابنائه وأقاربه وأصدقائه وجيرانه
س:وبما يودعهم يعنى ماذا يقول لهم؟
لن نجد أفضل مما ورد عنه صلى الله عليه وسلم فى مثل تلك الحالات وهو أن يقول:(استودعك الله الذى لا تضيع ودائعه)
س:وبم يجيب عليه من ودعه؟
يجيب عليه بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم(استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك)
س:وما هو الأدب الثاني؟
أن يزيل ما بينه وبين الناس من خصومات وليعلم من تأهب للذهاب للحج انه سيعود بإذن الله وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه لكن هذا فى حقوق الله أما حقوق العباد فلا بد ان يسامح فيها العباد فعليه أن يصلح تلك الخصومات
س:حتى وان كان مظلوما؟
نعم لان الحبيب صلى الله عليه وسلم قال:"لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذى يبدأ بالسلام" ومنتهى القوة أن يفض العبد خصومة هو صاحب الحق فيها لان ما عند الله خير وأبقى وعليه أن يعلم أنه قد خرج من بيته لله وفي سبيل الله ولذلك كان عليه أن يلتزم بقوله تعالى: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".
س:وهل هناك صلاة يؤديها قبل خروجه من منزله؟
يسن له ان يصلى ركعتين قبل خروجه يقرأ فى الأولى بسورة البينة وفى الثانية بالصمد ويدعو بما كان يدعو به الحبيب صلى الله عليه وسلم قبل خروجه من البيت.
س:وما هو هذا الدعاء؟
كان صلى الله عليه وسلم لا يخرج من بيته إلا بعد أن يدعو
بهذاالدعاء (اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن أضلّ أو أضلّ ، أو أزلّ أو أزلّ ، أو أظلم أو أظلم ، أو أجهل أو يجهل عليّ) وخاصة من كان خارجا للحج فعليه أن ينقي نفسه من كل ما يغضب الله تبارك وتعالى.
س:وما هو الأدب الثالث؟
عليه أن يتخلق بخلق الصبر على الطاعات لأنه لا بد وان يلقى فى حجه مشقة والصبر على الطاعات أمر يجب أن يتحلى به المسلم فى حياته ولن يتأتى ذلك إلا بتحليه بمكارم الأخلاق كالحلم والحياء والخشوع والتواضع والى غير ذلك من الأخلاق التي تعينه على ذلك.
س:وما هو الأدب الرابع؟
أن يداوم على الاستغفار والتسبيح وقراءة القرآن الكريم وأذكار الصباح والمساء وذلك لان وقت الحج عباده تحتاج إلى إخلاص فعليه أن يجد فى إخلاصه فى العبادة بالمداومة عليها لأن مناسك الحج تتطلب من الحاج أن ينشغل دائما بالتهليل والتكبير والتسبيح لله رب العالمين.
س:وما سبب ذلك؟
إن الانشغال بالطاعات والذكر على نحو ما أسلفنا سينأى به عن الانشغال ببذئ الكلام وقبيحه من غيبة ونميمة وخوض فى الإعراض ربما جره الشيطان إليها.
س:وما الدليل على ذلك؟
الدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ"
س:وما وجه الدلالة من هذا الحديث؟
وجه الدلالة من الحديث النبوى الشريف أن الإنسان إن تكلم فلا يجوز له أن يتكلم إلا بخير ولن يجد الإنسان خيرا من كلام رب العزة سبحانه وتعالى حتى يتكلم به ويعطر به لسانه.
إضافة إلى ذلك فإن اقتصار كلامه على الذكر يعينه على ترقيق قلبه لاستشعار ما هو فيه من نعمه ولهذا رأينا الله تبارك وتعالى يقول: "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج"
س:هل معنى ذلك أن يقتصر كلامه على الذكر وتلاوة القرآن الكريم فقط وألا يتكلم باى كلام آخر؟
بطبيعة الحال فإنه لا يمكن لنا أن نقول ذلك لأن تأديته للمناسك تستتبع أن يتحدث فى أمور عديدة لكن عليه أن يتخلى فى كل كلامه عن أى كلام فيه إثم أو معصية لله.