البحث
حفاظه صلى الله عليه وسلم على أمانات أعداءه
سادساً :حفاظه صلى الله عليه وسلم على أمانات أعداءه :
في غزوة الخندق، لما كان النبي صلى الله عليه وسلم محاصراً لبعض حصون خيبر أتاه راع أسود ، ومعه غنم له كان فيها أجيرا لرجل من يهود فقال <يا رسول الله اعرض علي الإسلام> فعرضه عليه فأسلم - وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحقر أحدا أن يدعوه إلى الإسلام ويعرضه عليه - فلما أسلم قال يا رسول الله إني كنت أجيرا لصاحب هذه الغنم وهي أمانة عندي ، فكيف أصنع بها ؟ قال اضرب في وجوهها ، فإنها سترجع إلى ربها - أو كما قال - فقال الأسود فأخذ حفنة من الحصى ، فرمى بها في وجوهها ، وقال ارجعي إلى صاحبك ، فو الله لا أصحبك أبدا ، فخرجت مجتمعة كأن سائقا يسوقها حتى دخلت الحصن .
ثم تقدم إلى ذلك الحصن ليقاتل مع المسلمين فأصابه حجر فقتله وما صلى لله صلاة قط ; فأتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فوضع خلفه وسجي بشملة كانت عليه . فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه نفر من أصحابه ثم أعرض عنه فقالوا : يا رسول الله لم أعرضت عنه ؟ قال إن معه الآن زوجتيه من الحور العين >[1]
--------------------------------------------------------------------------------
أبو بكر الجزائري. مصدر سابق، ص 237-238، بتصرف يسير .[1]