البحث
يعاملهم بالعدل
خامساً : يعاملهم بالعدل :
فلا يتحيز لأقاربه من الأسرى ولا يفضِّلهم على غيرهم ، بل كان يحكم بالحق ويستأذن أصحابه بأدبٍ جم في ذلك ،منهم على سبيل المثال :
أبا العاص بن الربيع زوج ابنته زينب قبل دخوله في الإسلام ...فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم يوم بدر ، بعثت زينب بنترسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء زوجها أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى بها ، فلما رآها صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة ، وقال: < إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا ، فقالوا : نعم يا رسول الله فأطلقوه، وردوا عليها الذي لها >عن عائشة، بإسناد حسن
ومنهم أيضاً عمه العباس بن عبد المطلب الذي"كان يكتم إيمانه عن قومه من الكفار لأنه يهابهم ويكره خلافهم ، فلما خرجت قريش لقتال المسلمين أكرهه أبو جهل على الخروج معهم في بدر ، فتظاهر بالقتال معهم...فلما أُسر طلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفدي نفسه ، فقال العباس:<من يأخذ مني الفداء وقد أسلمت أنا وأم الفضل وبقية آل بيتي، ولكن القوم أكرهوني على الخروج؟> فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:<كان ظاهر حال ك أنك كنت علينا فافد نفسك والله تعالى يجزيك عما أخذ منك > ثم كفله النبي صلى الله عليه وسلم حتى يفدي نفسه ،وابني أخيه عقيل بن أبي طاب ، ونوفل بن الحارث، ففعل ، فأنزل الله تعالى : < يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ>(الأنفال -70 ) ولقد عوضه الله تعالى بعد فتح مكة حتى رضي وقال : < وعدني اللهُ أن يؤتيني خيراً مما أُخذ مني وقد أنجزني وعده >"[1]
--------------------------------------------------------------------------------
المصدر السابق، ص151-154.[1]