البحث
لا للحرية المطلقة للنساء .... وللرجال أيضاً !
من جهة أخرى يجب توضيح أن الإسلام لا يمنح المرأة الحرية المطلقة التي تعيش وفقها المرأة الغربية اليوم، وهو لا يمنح الرجل أيضا تلك الحرية. فإن كان الرجل الغربي يشعر بالذنب تجاه المرأة بسبب تاريخه المظلم معها باعتباره حرمها من أبسط حقوقها واستعبدها وملكها وأساء إليها، الأمر الذي جعله يعوض عن ذلك بمنحها الحرية المطلقة، إن كان هذا هو حال الرجل الغربي مع المرأة اليوم، فإن الإسلام لا يجد نفسه اليوم في مثل هذا الوضع، وهو لا يجد نفسه اليوم مضطرا لإعطائها الحرية المطلقة كتعويض عن إساءة لم تحصل قط. فمنذ ظهوره منح الإسلام المرأة حقوقها الكاملة التي لم تكن تجرؤ المرأة الغربية حتى على أن تحلم بها في تلك الفترة. والإسلام اليوم يمنح المرأة نفس الحقوق التي منحها إياها عند ظهوره لا أكثر ولا أقل، فحسب الرؤية الإسلامية يوجد لكل شيء حدود وضوابط تنظم حياة الإنسان وتقننها حتى لا تنحط إلى المستوى الحيواني حيث تسود الهمجية والغريزة. وأخيرا يجب الإشارة إلى أن المرأة المسلمة راضية تمام الرضا بوضعها الذي منحه إياها الإسلام، رغم محاولة البعض للترويج لغير ذلك. والدليل على تمتع المرأة العربية والمسلمة بكامل حقوقها وبحياة كريمة وسعيدة خلافا لما تعود الأمريكيون و الغربيون أن يسمعوا، جاء من المملكة العربية السعودية نفسها التي اتخذها الإعلام الغربي دائما كمثال سيء لانتهاك حقوق المرأة. ففي 28 سبتمبر 2005 نشرت نيويورك تايمز[82]والهيرالد تريبيون[83]مقالا لـ steven r. weismanالذي رافقكارين هوغس، الرئيسة الجديدة للدبلوماسية العامة التابعة لإدارة الرئيس بوش، في جولتها الشرق أوسطية لمحاولة تغيير صورة الولايات المتحدة في عيون الدول الإسلامية والاستماع للنقد الموجه للسياسات الأمريكية: "في مواجهة حشد مستاء من النساء السعوديات يبلغ عددهن ما يقرب من 500 سيدة- معلمات وطالبات ومتخصصات- جميعهن يلبسن أثواباً سوداء تغطيهن من الرأس حتى القدم. افتتحت كارين هوغس بتردد موضوع المساواة في الحقوق معربة عن أملها في أنه ذات يوم "ستستطيع النساء المشاركة في كل أنشطة المجتمع." لكن الرد الذي فاجأ المبعوثة لأول مرة في الشرق الأوسط جاء عنيفاً جداً حيث قالت النساء أن منعهن من التصويت أو قيادة السيارات لا يعني أنهن يُعاملن معاملةً غير عادلة أو أنهن محبوسات في المنزل." وأضاف ويسمان: "قالت الدكتورة ندى جامبي ، أستاذة الصحة العامة: ‘إن الصورة العامة للمرأة العربية هي أنها ليست سعيدة، حسنا، نحن جميعا في غاية السعادة’. وبعدها ضجت القاعة بالتصفيق." وأضاف ويسمان في آخر مقالته متحدثاًً عن طالبة في الحادية والعشرين من عمرها: "تقول الآنسة صباغ مثلها مثل كل أصدقائها أن الغرب فشل في تقدير مميزات ارتداء الثوب الأسود التقليدي الذي يغطي المرأة من الرأس إلى القدم ويسمى العباية. وقالت: ‘أنا أحب العباية’ وواصلت شرحها قائلةً ‘إنها مناسبة ويمكن أن تكون أنيقة’".
وقد تحدثت مواقع إلكترونية إخبارية عربية أخرى عن الطالبة الشابة التي تلبس العباية وتقول: "لست بحاجة لقيادة السيارة فلدي سائقي الخاص!"[84]. هذه المفاجأة التي تعرضت لها كارين هيوز التي اكتشفت أن المرأة السعودية سعيدة بارتداء العباية وأنها لا تهتم لقيادة السيارة أو للانتخاب، تدل بوضوح على جهل العالم الغربي بحقيقة شعور المرأة المسلمة، السعيدة بحياتها والراضية بتعاليم دينها. الأمر الذي يجعل محاولات "مساعدتها" على أن تعيش وفق الطريقة الغربية محاولات غير ذات جدوى أو أهمية، لأنها ترفض تلك الطريقة أصلا وتتمسك بالطريقة الإسلامية. فإذا كانت المرأة المسلمة راضية وسعيدة بوضعها وبطريقة حياتها فلماذا يريد البعض أن يفرضوا عليها طريقة حياة مختلفة هي ترفضها بالأساس؟؟ على هؤلاء الذين يدعون أنهم يريدون مساعدة المرأة المسلمة في الحصول على مزيد من الحقوق، أن يستشيروها ويعرفوا ما تريد وما لا تريد وليس أن يفرضوا عليها أجندتهم وأفكارهم الغريبة عنها، هذا إن كانوا فعلا صادقين في محاولة مساعدتها. وعليهم أيضا أن يكفوا عن تصويرها وكأنها تعيش تحت سيطرة الرجل وأنها محرومة من حقوقها، لأن هذا غير صحيح أبدا.
______________________________________
[82] new york times, 28 september 2005, by steven r. weisman. under the title:"saudi women have message for u.s. envoy"
[83] herald tribune, 28 september 2005, by steven r. weisman. under the title:"saudi women depart from the script"
[84] alarabiya tv channel web site, 29 september 2005and islamtoday website, 29 september 2005
* "women in islam versus women in the judaeo-christian tradition, the myth and the reality". by: sherif abdel azim, ph.d.- queensuniversity, kingston, ontario, canada.
نشرت هذا الكتاب الندوة العالمية للشباب الإسلاميسنة 1995، و يمكن الاطلاع على نسخته الالكترونية على الانترنت على الموقع التالي: https://www.islamworld.net/compwomen.html.