1. المقالات
  2. عذراً رسول الله _ هاني حلمي
  3. التوبة إلى الله من تقصيرنا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم

التوبة إلى الله من تقصيرنا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم

4901 2011/03/01 2024/12/21

أبشروا فنصر الله قريب .

إنه وإنْ استهزأت صحف غربية بالحبيب  صلى الله عليه وسلم ، وسخرت منه ، فإنَّ ذلك لحسرة عليهم ما بعدها حسرة ، فإنَّه – بإذن الله – لمؤذن بخراب    ديارهم ، وتمزق ملكهم ، وذهاب دولتهم .

لقد بعث رسول الله  صلى الله عليه وسلم رسائل إلى كسرى ملك الفرس ، وإلى قيصر ملك الروم ، وكلاهما لم يسلم ، ولم يتبع الهدى ، لكنَّ قيصر أكرم كتاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، وأكرم رسوله ، فثبت ملكه ، واستمر في الأجيال اللاحقة ، وأمَّا كسرى فمزَّق كتاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، واستهزأ به ، فقتله الله بعد قليل ، ومزَّق ملكه كل ممزق ، ولم يبق للأكاسرة ملك ولم تقم لهم قائمة .

 

 

وانظر لهذه البشارة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : " إِنَّ اللهَ مُنتَقِمٌ لِرَسولِهِ ممَّن طَعَنَ عَلَيهِ وَسَبَّهُ ، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكَاذِبِ ، إِذَا لم يُمكِنِ النَّاسَ أَن يُقِيمُوا عَلَيهِ الحَدَّ ، وَنَظِيرُ هذا ما حَدَّثَنَاهُ أَعدَادٌ مِنَ المُسلِمِينَ العُدُولِ ، أَهلِ الفِقهِ وَالخِبرَةِ ، عَمَّا جَرَّبُوهُ مَرَّاتٍ متعددةٍ ، في حَصْرِ الحُصُونِ وَالمَدَائِنِ التي بِالسَّوَاحِلِ الشَّامِيَّةِ ، لمَّا حَصَرَ المسلمون فيها بَني الأَصفَرِ في زَمانِنا ، قالوا : كُنَّا نحنُ نَحْصُرُ الحِصْنَ أَوِ المدينةَ الشَّهرَ أَو أَكثَرَ مِنَ الشَّهرِ وَهُو ممتَنِعٌ عَلَينَا ، حتى نَكَادُ نَيأَسُ مِنهُ ، حتى إِذَا تَعَرَّضَ أَهلُهُ لِسَبِّ رَسولِ اللهِ وَالوَقِيعَةِ في عِرضِهِ ، تَعَجَّلْنَا فَتحَهُ وَتيَسَّرَ ، وَلم يَكَدْ يَتَأَخَّرُ إِلا يَومًا أَو يَومَينِ أَو نحوَ ذَلك ، ثم يُفتَحُ المَكانُ عُنوَةً ، ويَكُونُ فِيهِم مَلحَمَةٌ عَظِيمَةٌ ، قَالوا : حتى إِنْ كُنَّا لَنَتَبَاشَرُ بتَِعجِيلِ الفَتحِ إِذَا سَمِعنَاهُم يَقَعُونَ فيه ، مَعَ امتِلاءِ القُلُوبِ غَيظًا عَلَيهِم بما قَالوا فِيهِ .. "

[ الصارم المسلول  ]

 

 

التوبة إلى الله من تقصيرنا في حق رسول الله  صلى الله عليه وسلم .

قال الله تعالى: }إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا  {[ الفتح : 8-9 ]

فإننا لو عظمنا رسول الله وقمنا بحقه من التعزير والتوقير ما كان لأحد أن تسول له نفسه أن يتفوه ببنت شفة ، ولكن سرنا خلف كل ناعق ، وانهزمنا نفسيًا ، وروجوا لنا أنَّ الرخاء والحضارة والمدنية ستكون لنا إذا اتبعنا الغرب ، فنستغفر الله من غفلتنا هذه ، ونعاهد الله أن نكون من اليوم أتباع رسوله  صلى الله عليه وسلم ، نمضي على خطاه ، ولا نحيد عن سنته .

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day