1. المقالات
  2. هدي النبي المختار في وصف الجنة و النار - محمد نصر الدين محمد عويضة
  3. ذكر حثيات الرب تبارك وتعالى الذين يدخلهم الجنة

ذكر حثيات الرب تبارك وتعالى الذين يدخلهم الجنة

 

ذكر حثيات الرب تبارك وتعالى الذين يدخلهم الجنة :
 
 
 
(حديث أَبَي أُمَامَةَ رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي وابن ماجة ) أن النبي  صلى الله عليه وسلم   قال :« وعدني رَبِّى أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفاً لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلاَ عَذَابَ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ ربيِ » .
 
مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفاً: أي الذين لا يحاسبون من أمته ـ مع كل ألف منهم سبعون ألفاً ـ .
 
كم سيكون المجموع؟
 
أربعة ملايين وتسعمائة ألف غير الحثيات .
 
وَثَلاَثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ ربيِ: ذهب أهل العلم إلى أن الحثية من الله تعالى أكثر عددا من السبعين ألفا ومع كل واحد سبعين ألفا، وهذا من عظيم رحمة الله تعالى وفضله ومنِّه وكرمه، فهؤلاء من يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب.
 
مسألة : ما حكم أن يحثو الإنسان بيده وهو يذكر ذلك الحديث؟
 
الجواب :
 
أن ذلك يتوقف والله أعلم على حال من يخاطبهم الإنسان ،فإن خشي عليهم أن يقع في قلوبهم شيء من تشبيه الله بخلقه ـ والعياذ بالله ـ  فإنه لا يفعل ذلك ،أما إن لم يخش منهم ذلك وأراد أن يبين لهم معنى الحثية فحثا بيده لكي يعلموها فلا بأس إن شاء الله ،وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال  : يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضه بيديه فيقول أنا الله ،أنا الملك أنا الملك) وأنه صلى الله عليه وسلم كان يقبض أصابعه ويبسطها وهو يروي قول ربه سبحانه وتعالى  ، وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة قال : ( رأيت رسول الله قرأ هذه الآية إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ... إلى قوله سميعاً بصيراً ) ، قال رأيت رسول الله يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينيه ) .
 
«ولم يكن ذلك منه صلى الله عليه وسلم تشبيهاً ولا تمثيلاً»،وإنما هو زيادة بيان وإيضاح،لعلمه صلى الله عليه وسلم أن أصحابه لا يفهمون من فعله أن قبض الله تعالى السموات والأرض كقبض الإنسان للأشياء بيده ،ولا أن سمع الله تعالى وبصره كسمعنا وبصرنا،أما إن كان فعل ذلك يترتب عليه فهم خاطيء لصفات المولى عز وجل فإن علينا أن لا نفعل ذلك ،وبنحو ما قلناه قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على كتاب التوحيد المسمى بالمجموع المفيد حيث ذكر أن ذلك يختلف بحسب ما يترتب عليه فإن كان السامع لن يتقبل ذهنه ذلك إلا بأن يشعر بالتمثيل فينبغي أن نكف عن تلك الإشارة أمامه ،لأن تلك الإشارة ليست بواجبة حتى نقول إنه يجب علينا أن نبلغ كما بلغ الرسول بالقول والفعل، أما إذا كنا نتكلم مع طلبة علم أو مع إنسان مكابر ينفي هذا ويريد أن يحول المعنى إلى غير الحقيقة فحينئذ نفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم .هذا والله تعالى أعلم.
المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day