البحث
عمرة القضاء ذو القعدة 7هـ
4057
2011/12/14
2024/12/21
عمرة القضاء
ذو القعدة 7هـ
أقام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة شهرين فقط بعد غزوة خيبر، ثم استعمل على المدينة عُوَيْفَ بْنَ الأضْبَطِ الدّيلِيّ، وهو حديث عهدٍ بإسلام[1]، ثم خرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذِي الْقَعْدَةِ مع ألفين من أصحابة لأداء عمرة القضاء، مكانَ عمرةِ الحديبية التي لم تتم، وقد رجع عن عامه ذلك حسب بنود الاتفاق.
لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً :
خرج المسلمون متسلحين بكامل سلاحهم، وكأنما هم ذاهبون لقتال لا لعمرة، وذلك من باب الحيطة والحذر، والاستعدادِ لأي مواجهة أو غدر من المشركين، وفي نفس الوقت تغيير نياتهم إن كانوا قد عزموا على الخيانة .
وأحرم النبي ـ صلى الله عليعه وسلم ـ من ذي الحليفة، وساق معه الهدي،ستين بدنة[2]، ينحرها في مكة، فلما كان قريبًا من مر الظهران بعث محمد بن مسلمة بالخيل والسلاح أمامه.
وما إن اقترب المسلمون من مكة بهذا المنظر المهيب، والأسلحة والتلبية، وفي مقدمة المسلمين مائتا فارس بقيادة محمد بن مسلمة؛ حتى سمع المشركون فتأبطوا شرًا، وضربوا أَخماساً لأِسْدَاسٍ فأرسلوا خبيثهم مِكْرِزَ بْن حَفْصٍ ـ وكان نذلاً رذلاً ـ في نفر من قريش، ليخوفوا المسلمين..
فأقبل مكرز على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بوجه عابس كابس، في موضع يسمى " بطن يأجج" يبعد عن مكة بثمانية أميال.
فقالوا له: يَا مُحَمّدُ، وَاَللّهِ مَا عَرَفْت صَغِيرًا وَلَا كَبِيرًا بِالْغَدْرِ تَدْخُلُ بِالسّلاحِ الْحَرَمَ عَلَى قَوْمِك، وَقَدْ شَرَطْت أَلّا تَدْخُلَ إلّا بِسِلَاحِ الْمُسَافِرِ السّيُوفُ فِي الْقُرُبِ .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لَا نَدْخُلُهَا إلّا كَذَلِك".. ثُمّ رَجَعَ مكرز سَرِيعًا بِأَصْحَابِهِ إلَى مَكّةَ فَقَالَ : إنّ مُحَمّدًا لا يَدْخُلُ بِسِلاحٍ وَهُوَ عَلَى الشّرْطِ الّذِي شَرَطَ لَكُمْ[3] .
ووضع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ السلاح خارج الحرم وأبقى عليه، مائتي فارس بقيادة محمد بن مسلمة، وهم على أتم الاستعداد لمواجهة أي حركة غدر من المشركين، فالمسلمون محرمون، ولو مال المشركون عليهم ميلة واحدة وهم في الحرم؛ لأبادوا المعتمرين جميعًا .
***
ودخل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكة، وطنَه، التي أُخرج منها منذ سنين، ها هو اليوم يدخلها معتمرًا زائرًا كالغريب، وقد وَقَّت له المشركون ثلاثة أيام فقط ويخرج .
الواحدُ منا إذا نزل مكةَ المكرمة؛ لا يكفيه فيها ثلاثةُ أيام ، ففي ذلك مشقة كبيرةٌ، ولن يتسنى له أن يشبع قلبه من طول النظر إلى البيت، وكثرة التنفل والطواف، والشرب من ماء زمزم، وزيارة الأماكنِ المباركة في مكة .
أما هؤلاء القُساةِ، الذي عقّوا ولدهم، وتنكروا لسيدهم وابن سيدهم، فقد وقتوا له ثلاثةَ أيام ، وهم بعد ذلك في حل من أمره.
الحرب النفسية :
وأشاعت قريشٌ شائعةً باطلةً؛ أن "مُحَمّدًا وَأَصْحَابَهُ فِي عُسْرَةٍ وَجَهْدٍ وَشِدّةٍ"[4].
قال ابن عباس : صَفّوا لَهُ عِنْدَ دَارِ النّدْوَةِ لِيَنْظُرُوا إلَيْهِ، وَإِلَى أَصْحَابِهِ، فَلَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللّهِ ـ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ـ الْمَسْجِدَ اضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ، وَأَخْرَجَ عَضُدَهُ الْيُمْنَى ، ثُمّ قَالَ:
"رَحِمَ اللّهُ امْرَأً أَرَاهُمْ الْيَوْمَ مِنْ نَفْسِهِ قُوّةً !"[5].
{ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ }الأنفال60
والهزيمة النفسية للعدو، قوة !
إنه يطوف بالبيت، يعبد الرب، ويرهبُ العدو، كذا المسلم دومًا، قوتُه تنبع من عبادته، كلما استذل للرب، أذل العدو، وكلما خاف الربَ، خاف منه العدو .
ثُمّ اسْتَلَمَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرّكْنَ ، وَخَرَجَ يُهَرْوِلُ وَيُهَرْوِلُ أَصْحَابُهُ مَعَهُ، حَتّى إذَا وَارَاهُ الْبَيْتُ مِنْهُمْ وَاسْتَلَمَ الرّكْنَ الْيَمَانِيّ ، مَشَى حَتّى يَسْتَلِمَ الرّكْنَ الأسْوَدَ، ثُمّ هَرْوَلَ كَذَلِك ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ وَمَشَى سَائِرَهَا [6] .
فكانت سُنّة.
عند ذلك قال المشركون بعضهم لبعض : هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم؟ هؤلاء أجلد من كذا، إنهم لينفرون نفر الظَّبْي[7]
لقد كان مشهدًا مهيبًا عجيبًا، عندم دخل المسلمون الحرم .
وي ! كيف كانت مشاعرهم عندما وقعت أعينُهم على الكعبة التي حرموا رؤيتَها .
لقد رقت القلوب، وانهمرت الدموع، وخشعت الأصوات :
لبيك اللهم لبيك ! لبيك لا شريك لك لبيك ! إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك !
ولأول مرةٍ ترفع تكبيرةُ التوحيد، وتخفض تكبيرة الشرك، مكة تهتز هزًا بتكبير القلوب الموحدة الصادقة، ولكأني أنظر إلى جنبات مكة، شوراعها وأزقتها، ومنازلها سهولها وحزونها، تهتز طربًا بتكبير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابِه الكرام .
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يطوف، وأصحابه الكرامُ حوله، متوشحون السيوف، محدقون برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، يخشون عليه، يلبون في خشوع، على وجوههم نضرةُ الإيمان، وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ رَوَاحَةَ ـ رضي الله عنه ـ آخِذٌ بِخِطَامِ نَاقَتِه الشريفة : يَقُولُ
خَلّوا بَنِي الْكُفّارِ عَنْ سَبِيلِهِ ... خَلّوا فَكُلّ الْخَيْرِ فِي رَسُولِهِ
يَا رَبّ إنّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ ... أَعْرِفُ حَـقّ اللّهِ فِي قَبُولِهِ[8]
وكبار المشركين فوق الجبال حقدًا وغمًا، أن يروا المسلمين يطوفون بالبيت، وعامة الناس جلسوا فوق البيوت وعلى الطرق، ينظرون إلى الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وبعضهم عند دار الندوة، يتأملون طوافًا رائعًا لم يُر مثلُه قط، ينظرون عبادةً خاشعة لم تعهد في ذلك الحرم الذي يطوف به الجاهليون على مر القرون عرايا يصفرون ويصفقون، {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً }الأنفال35
يتأملون حُبَ أصحاب محمد محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، في إعجاب وإكبار .
حتى قال بعض المشركين : والله لم أر اللهَ قط يُعبد حق العبادة كاليوم.
سعى المسلمون بين الصفا والمروة.. فكانوا فيه أشد جلَدًا وقوةً من الطواف .
وحانت الصلاة، فاعتلى بلالٌ ـ رضي الله عنه ـ الكعبةَ، فأذن، فكانت هي المرةُ الأولى التي يرن فيها الأذان في أركان مكة، فشق نورُ الأذان أعينًا عميًا، وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا.
فقال عكرمةُ بن أبي جهل: لقد أكرم الله أبا الحكم حين لم يسمع هذا العبد يقول ما يقول!
وقال صفوان بن أمية: الحمد لله الذي أذهب أبي قبل أن يرى هذا[9].
وعامَّةُ قريشٍ، في تأثر :
{رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ }الحجر2
لكن :
{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا }الأحزاب67
أما المسلمون المستضعفون والذين يكتمون إيمانهم في مكة، في فرحة عارمة أنْ رأوا رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وطنه الأول، يطوف بين أظهرهم.
الزواج من قرشية :
وأراد النبيُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتخذ ذريعةً للتأثير على قريش، وتحريك القلوب، واستجاشة الذكريات، فنكح منهم امرأةً، هي السيدةُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ القرشية، خطبها، وأمهرها، وعقد عليها، بين ظهرانيهم، يريد بذلك أن يكسر من سورتهم، ويحرك بهذه الزيجةِ نياط قلوبهم.
الطرد :
وانقضت المدةُ التي قررتها قريشٌ، وفي اليوم الثالث أرسل صناديدُ مكةَ إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سهيلَ بن عمرو، وحُوَيْطِبَ بْن عَبْدِ الْعُزّى، فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وكانت قريشٌ قد وَكلت سُهيلاً بالتفاوض عام الحديبية، ووكلت حويطبًا بإخراج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فور انتهاء المدة.
فقالوا له : قد انقضت المدة !
فَقَالَ النّبِيّ ـ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ـ في أدب رفيع، وذوق لا حد له :
" وَمَا عَلَيْكُمْ لَوْ تَرَكْتُمُونِي، فَأَعْرَسْت بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، وَصَنَعْنَا لَكُمْ طَعَامًا فَحَضَرْتُمُوهُ "[10]، وإنما أراد تأليفهم بذلك .
قَالُوا : لا حَاجَةَ لَنَا فِي طَعَامِك، فَاخْرُجْ عَنّا !
ليست أرضُك ولا أرض أبيك، بل هو أحقُ الناسِ بها، وهو أكرمُ من مشى عليها.
ألا ليت شعري : {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }القصص85.
لعمر الله ! إن المشركين تشددوا في إخراج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة في هذه العمرة؛ خشيةً منهم على عامة المشركين، أن يُفتتنوا بأخلاق المسلمين، وخشوعهم، وبعذب حديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم، وحلو منطقه، وجميل بيانه، وعظيم أخلاقه، وكريم شمائله، فما إن تقع عليه عيناك حتى يأسرَ قلبَك أسرًا .
لقد فعلت هذه العمرةُ بهم الأفاعيل، فنثرتهم شذر مذر، وفرقتهم شَغَرَ بَغَرَ، حتى أتت أُكلها، فأسلم بسببها : خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، فكان فتحًا مبينًا للإسلام .
ابنة حمزة :
وخَرَجَ رَسُولُ اللّهِ ـ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ـ، وقد علمت مكةُ بخروج المسلمين، فتنفس الصناديدُ الصعداءَ، وأفرخ رَوْعُهم .
وتبعته ابنةُ حمزةَ بنِ عبد المطلب تنادي: يا عم يا عم!
فالتفت إليها ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعيون قد ملأها الحنان والشفقةُ، وتناولها علي ـ رضي الله عنه ـ فأخذها بيدها وقال لفاطمة: دونكِ ابنةَ عمك.
فحملتها، فاختصم فيها عليٌ وزيدٌ وجعفرُ، فقال علي: أنا أخذتها وهي ابنة عمي.
وقال جعفر: ابنةُ عمي وخالتُها تحتي .
وقال زيد: ابنة أخي [ وقد آخى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين زيدٍ وحمزةَ].
فقضى بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لخالتها وقال: " الخالة بمنزلة الأم "[11]
***
عاد المسلمون إلى ديارهم في المدينة، وقد أدوا عمرتهم، وقد صدقهم الله وعده:
{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح27 .
***
ها قد رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذه العمرة، وكيف كان صنيع أهلِ مكة معه، دخل إليهم كالغريب، وخرج عنهم كالغريب، ولم يقبلوا أن يمكث في وطنه فوق ثلاثة أيام، بل وكَّلوا له من يخرجه إذا انقضت المدة، ولعلهم قد سمحوا له بإداء العمرة لا مروءة ولا شهامة إنما فعلوا ذلك خوفًا من كلام العرب، وخشيةً على سمعة قريشٍ بين القبائل، وهم الذين يتفاخرون على الناس بأنهم يقرون الضيف، ويسقون الحجيج، ويصلون الرحم .
***
هل أحسست بالغصة التي كانت في حلوق المسلمين جراء هذا التنكر والإيذاء ؟
هل استشعرت الكمد الذي كابده رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قومه، وهم يقولون له :" لا حَاجَةَ لَنَا فِي طَعَامِك، فَاخْرُجْ عَنّا ".
هذا الذي تزدحم الخلائق حوله يوم القيامة، طلبًا لشفاعته، فيقول : أنا لها ! أنا لها[12] !
لم ييأس قط ، ولم تتسلل الهزيمةُ النفسية إلى قلبه، ويقول بكل بإيمان وثقة :
"بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا"[13]
توصيات عملية :
1ـ استحضر قصة عمرة القضاء وأنت تطوف بالبيت العتيق .
2ـ ابحث في التراجم عن : عُوَيْفَ بْنَ الأضْبَطِ الدّيلِيّ ـ رضي الله عنه ـ .
3ـ استحضر شعورَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما قال له قومه :" لا حَاجَةَ لَنَا فِي طَعَامِك، فَاخْرُجْ عَنّا "؛ ولتخرجْ من هذا التفكر بصنيعةٍ عملية تخدم بها الإسلام.
-----------------------------------
[1]علمًا أنه أسلم في العام الماضي، عام الحديبية [ انظر: أسد الغابة (1 / 881)]، وليس السبق لمن سبق إنما السبق لمن صدق.
[2]البَدَنةُ بالهاء تقع على الناقة والبقرة والبعير الذَّكر مما يجوز في الهدْي والأَضاحي وهي بالبُدْن أَشْبَه ولا تقع على الشاة سمِّيت بَدَنةً لِعِظَمِها وسِمَنِها وجمع البَدَنةِ البُدْن وفي التنزيل العزيز والبُدْنَ جعَلْناها لكم من شعائِرِ الله [ لسان العرب (13 / 47)]
[3]انظر: طبقات ابن سعد (2/121).
[4]ابن هشام - (2 / 370)
[5]ضعفه الألباني في تحقيق فقه السيرة، 364
[6]ابن هشام (2 / 370)
[7]السيرة الحلبية -(2 / 781)
[8]ابن هشام (2 / 374)
[9]السيرة النبوية لابن كثير (3 / 438)
[10]السيرة النبوية لابن كثير (3 / 438)
[11]السيرة النبوية لابن كثير (3 / 442)
[12]البخاري : 6956
[13]البخاري (2992) ، ومسلم (1795) .