البحث
وصف الحور العين - الجزء الثاني
11137
2012/01/28
2024/12/21
(5) مّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ :
وقال تعالى في وصفهن (حُورٌ مّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) [الرحمن: 72]
[*]قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح :
المقصورات : المحبوسات .
قال أبو عبيدة خدرن في الخيام وكذلك قال مقاتل وفيه معنى آخر وهو أن يكون المراد أنهن محبوسات على أزواجهن لا يرون غيرهم وهم في الخيام وهذا معنى قول من قال قصرن على أزواجهن فلا يردن غيرهم ولا يطمحن إلى من سواهم وذكره الفراء .
قلت : وهذا معنى قاصرات الطرف ولكن أولئك قاصرات بأنفسهن وهؤلاء مقصورات وقوله في الخيام على هذا القول صفة لحور أي هن في الخيام وليس معمولا لمقصورات وكأن أرباب هذا القول فسروا بان يكن محبوسات في الخيام وليس لا تفارقنها إلى الغرف والبساتين و أصحاب القول الأول يجيبون عن هذا بأن الله سبحانه وصفهن بصفات النساء المخدرات المصونات وذلك أجمل في الوصف ولا يلزم من ذلك أنهن لا يفارقن الخيام إلى الغرف والبساتين كما أن النساء الملوك ودونهم من النساء المخدرات المصونات لا يمنعن أن يخرجن في سفر و غيره إلى منتزه وبستان ونحوه فوصفهن اللازم لهن القصر في البيت ويعرض لهن مع الخدم الخروج إلى البساتين ونحوها و أما مجاهد فقال مقصورات قلوبهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ وقد تقدم وصف النسوة الأول بكونهن قاصرات الطرف وهؤلاء بكونهن مقصورات والوصفان لكلا النوعين فانهما صفتا كمال فتلك الصفة قصر الطرف عن طموحه إلى غير الأزواج وهذه الصفة قصر الرجل على التبرج والبروز والظهور للرجال .
(6) خَيْرَاتٌ حِسَانٌ :
وقال تعالى: (فِيهِنّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) [الرحمن: 70]
فالخيرات جمع خيرة وهي مخففة من خيره كسيدة ولينة وحسان جمع حَسَنَة فهن خيرات الصفات والأخلاق والشيم وحسان الوجوه .
[*]أورد ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح عن ابن مسعود قال لكل مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها في كل يوم من كل باب تحفة وهدية وكرامة لم تكن قبل ذلك لا ترحات ولا ذفرات ولا بخرات ولا صماحات .
(7) أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً :
وقال تعالى : (إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً * لاَِصْحَابِ الْيَمِينِ) [الواقعة 35: 38]
[*] قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
{ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ } أي: أعدناهن في النشأة الآخرة بعدما كُنَّ عجائز رُمْصًا، صرن أبكارًا عربًا، أي: بعد الثّيوبة عُدْن أبكارًا عُرُبًا، أي: متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة.
وقال بعضهم: { عُرُبًا } أي: غَنِجات.
وقوله: { عُرُبًا } قال سعيد بن جبير، عن ابن عباس: يعني متحببات إلى أزواجهن، ألم تر إلى الناقة الضبعة، هي كذلك.
وقال الضحاك، عن ابن عباس: العُرُب: العواشق لأزواجهن، وأزواجهن لهن عاشقون.
وقوله: { أَتْرَابًا } قال الضحاك، عن ابن عباس يعني: في سن واحدة، ثلاث وثلاثين سنة.
وقال مجاهد: الأتراب: المستويات. وفي رواية عنه: الأمثال. وقال عطية: الأقران. وقال السدي: { أَتْرَابًا } أي: في الأخلاق المتواخيات بينهن، ليس بينهن تباغض ولا تحاسد، يعني: لا كما كن ضرائر [في الدنيا] ضرائر متعاديات.
( حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في الساسلة الصحيحة ) قَالَ: " أَتَتْ عَجُوزٌ إِلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ادْعُ اللهَ لِي أَنْ يُدْخِلَنِي الجَنَّةَ فَقَالَ: يِا أُمَّ فُلانٍ إِنَّ الجَنَّةَ لَا تَدْخُلُهَا عَجُوزٌ قَالَ : فَوَلَتْ تَبْكِي فَقَالَ: أَخْبِرُوهَا أَنَّهَا لَا تَدْخُلُهَا وَهَِيَ عَجُوزٌ إِنَّ اللَه تَعَالَى يَقُولُ " إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً. فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً. عُرُباً أَتْرَاباً "
مسألة : هل يفضي الرجل إلى زوجته من الحور العين ؟
قال تعالى: (إِنّ أَصْحَابَ الْجَنّةِ اليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) [يس: 55]
قال الحسن البصري: وإسماعيل بن أبي خالد: { فِي شُغُلٍ } عما فيه أهل النار من العذاب.
[*] قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
قال عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المُسَيّب، وعِكْرِمَة، والحسن، وقتادة، والأعمش، وسليمان التيمي، والأوزاعي في قوله: { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } قالوا: شغلهم افتضاض الأبكار .
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في السلسلة الصحيحة ) أَنَّهُ قَالَ لَهُ: أَنَطَأُ فِي الجَنَّةِ؟ قَالَ: "نَعَم، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ دَحْمًا دَحْمًا ، فَإِذَا قَامَ عَنْهَا رَجَعتْ مُطهَّرةً بِكْرًا .
دَحْمًا دَحْمًا : أي بقوة وشدة .
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في السلسلة الصحيحة ) قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الجَنَّةِ؟ قَالَ: إِنَّ الرَجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَوْمِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاء .
( حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع ) أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ الرَجُلَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ لَيُعْطَى قُوةَ مِائَةَ رَجُلٍ فِي الأَكْلِ وَالشُرْبِ وَالشَّهْوةِ وَالجِمَاعِ ، حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيْضُ مِنْ جِلْدِهِ فَإِذَا بَطْنُهُ قَدْ ضُمِرَ .
[*]أورد ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح عن سعيد بن جبير ان شهوته لتجري في جسده سبعين عاما يجد اللذة ولا يلحقهم بذلك جنابة فيحتاجون إلى التطهير و لا ضعف و لا انحلال قوة بل وطئهم وطء التذاذ و نعيم لا آفة فيه بوجه من الوجوه وأكمل الناس فيه أصونهم لنفسه في هذه الدار عن الحرام فكما أن من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة و من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة و من أكل في صحاف الذهب و الفضة في الدنيا لم يأكل فيها في الآخرة كما قال النبي أنها لهم في الدنيا و لكم في الآخرة فمن استوفى طيباته و لذاته و أذهبها في هذه الدار حرمها هناك كما نعى سبحانه و تعالى على من أذهب طيباته في الدنيا واستمتع بها و لهذا كان الصحابة ومن تبعهم يخافون من ذلك أشد الخوف ، و ذكر الامام احمد عن جابر بن عبد الله انه رآه عمر و معه لحم قد اشتراه لأهله بدرهم فقال ما هذا قال لحم اشتريته لأهلي بدرهم فقال أو كلما اشتهى أحدكم شيئا اشتراه أما سمعت الله تعالى يقول (أَذْهَبْتُمْ طَيّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) [الأحقاف: 20] و قال الإمام احمد حدثنا عفان حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا الحسن قال قدم وفد أهل البصرة مع ابي موسى على عمر فكنا ندخل عليه كل يوم و له خبز ثلاثة و ربما وافقناها مأدومة بالسمن وربما وافقناها مأدومة بالزيت وربما وافقناها مأدومة باللبن وربما وافقناها القلائد اليابسة قد دقت ثم أغلى بها و ربما وافقناها اللحم العريض و هو قليل فقال ذات يوم إني و الله قد أرى تقذيركم و كراهيتكم لطعامي إني و الله لو شئت لكنت من أطيبكم طعاما و أرقكم عيشا و لكني سمعت رسول الله يقول عُيِّرَ قوما بأمر فعلوه (أَذْهَبْتُمْ طَيّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) فمن ترك اللذة المحرمة لله استوفاها يوم القيامة أكمل ما تكون و من استوفاها هنا حرمها هناك أو نقص كمالها فلا يجعل الله لذة من أوضع في معاصيه و محارمه كلذة من ترك شهوته لله أبدا و الله اعلم . انتهى .
( حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع ) أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِنَّ الرَجُلَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ لَيُعْطَى قُوةَ مِائَةَ رَجُلٍ فِي الأَكْلِ وَالشُرْبِ وَالشَّهْوةِ وَالجِمَاعِ ، حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيْضُ مِنْ جِلْدِهِ فَإِذَا بَطْنُهُ قَدْ ضَمِرَ .
(8) كَوَاعِبَ أَتْرَاباً :
وقال تعالى: (إِنّ لِلْمُتّقِينَ مَفَازاً * حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً) [النبأ 31: 33]
[*] قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
(وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ) أي: وحورًا كواعب. قال ابن عباس ومجاهد، وغير واحد: { كواعب } أي: نواهد، يعنون أن ثُدُيَّهن نواهد لم يتدلين لأنهن أبكار عُرُب أتراب، أي: في سن واحدة، كما تقدم بيانه في سورة "الواقعة".
(9) كَأَنَّهُنَّّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ :
وصفهن الله تعالى بالصفاء, فقال تعالى: (كَأَنَّهُنَّّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ){الرحمن:58} قال المفسرون:أراد صفاء الياقوت في بياض المرجان .
( حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي ) أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُ وُجُوهِهِمْ عَلَى مِثْلِ ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالزُّمْرَةُ الثَّانِيَةُ عَلَى مِثْلِ أَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَائِهَا .
والسنة الصحيحة طافحةٌ بوصف الحور العين منها ما يلي :
( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين ) أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا .
( حديث أنس رضي الله عنه الثابت في الصحيحين ) أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ أَوْ مَوْضِعُ قَدَمٍ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا وَلَنَصِيفُهَا ـ يَعْنِي الْخِمَارَ ـ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
( حديث أبي سعيد رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي ) أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُ وُجُوهِهِمْ عَلَى مِثْلِ ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالزُّمْرَةُ الثَّانِيَةُ عَلَى مِثْلِ أَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَائِهَا .