1. المقالات
  2. أخي كيف حالك مع القرآن _ أزهري أحمد محمود
  3. احذر هجر القرآن!

احذر هجر القرآن!

أخي المسلم: أنزل الله تعالى كتابه للعمل به وتلاوته.. فمن كان كتاب الله تعالى منهجه في الحياة فذاك السعيد لا أسعد منه!

ومن هجر كتاب الله تعالى وجعل هواه وشهواته منهجا له في حياته فذاك الشقي حقا!

أخي: ما قولك فيمن وضع كتاب الله تعالى في رف من أرفف بيته حتى علاه الغبار؟! وإن حركه فإنما يحركه ما بين تارة وأخرى لتنظيفه من الغبار! وقد يحركه غيره ليقوم بهذه المهمة! وقد يحركه الأطفال للعبث به أحيانا!

أخي: كم وكم من أولئك الذين لا يتذكرون آخر مرة قرءوا فيها كتاب الله تعالى!!

أخي: ذاك هو "الهجر!" وصاحبه غدًا هو الذي يكون القرآن خصيمه! في يوم يكون محتاجا فيه إلى الحسنة الواحدة!

أخي: أي حرمان أعظم من حرمان رجل يصبح ويمسي وهو يبصر كتاب ربه تعالى أمامه ثم لا يتزود منه لآخرته؟!

قال أبو موسى الأشعري (رضي الله عنه): "إن هذا القرآن كائن لكم أجرا، كائن لكم ذكرا، وكائن بكم نورا، وكائن عليكم وزرا، اتبعوا هذا القرآن ولا يتبعنكم القرآن فإنه من يتبع القرآن يهبط به في رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن يزخ (يدفع) في قفاه فيقذفه في جهنم!"

أخي: وها أنا أقف بك عند أقسام الهجر.. لأنقل لك هذه الكلمات الجامعة للإمام ابن القيم وهو يحدثنا عن أقسام هجران القرآن..

قال (رحمه الله): "هجر القرآن أنواع: أحدها: هجر سماعه والإيمان به، والإصغاء إليه.

والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.

والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه.

والرابع: هجر تدبره وتفهمه.

والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به! وكل هذا داخل في قوله تعالى: }وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا{ [الفرقان: 30].

وإن كان بعض الهجر أهون من بعض".

أخي المسلم: ألا تحب أن تأتي غدا فيكون القرآن شافعا لك؟!

أخي: ألا تحب أن يكون القرآن غدًا في ميزانك؟! وكيف ظنك أخي برجل كان القرآن في ميزانه؟!

أخي: بأي شيء انشغل أولئك المعرضون عن تلاوة كتاب الله تعالى؟!

وهل هنالك أخي شيء أعظم من كتاب الله تعالى؟!

أخي: أين يجد السعادة والطمأنينة من هجر كتاب الله تعالى؟!

أين يجد الشفاء لأدواء قلبه من هجر كتاب الله تعالى؟!

أين يجد لذة العبادة من هجر كتاب الله تعالى؟!

أخي: ابحث عن السعداء حقا! وتأمل في حال العباد، فستجد أن أسعد الناس هم الذين يتلون كتاب الله دوما.. أَنِسُوا به إذ استوحشت قلوب الغافلين!

أخي: وابحث عن التعساء المحرومين فستجدهم أولئك الذين اتخذوا هجر القرآن  عادة!

أخي: ولا يذهبن إلى ذهنك أن السعداء هم أولئك الذين فتحت لهم الدنيا ذراعيها فهم يتقلبون في نعيمها! وإنما السعادة الحقيقية هي سعادة القلوب!

أخي: إن من خلا قلبه عن ذكر الله تعالى فهو كالميت!

ولكن السعداء أخي أولئك الذين امتلأت قلوبهم بذكر ربهم تبارك وتعالى، وتلاوة كلامه.. فهم دوما يتقلبون في اللذات، حتى إذا كان يوم القيامة فازوا باللذة الحقيقية التي لا كدر فيها! (الجنة!).

قال الحسن البصري (رحمه الله): "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق!".

وجعلني الله وإياك أخي ممن يتلون كتابه آناء الليل وأطراف النهار..

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day