البحث
هل أنت من المتدبرين لكتاب الله تعالى؟!
أخي المسلم: كتاب الله تعالى هو ربيع قلبك!
قال عثمان بن عفان (رضي الله عنه): "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم!".
أخي: وأنت تقرأ كتاب الله تعالى هل وقفت عند وعده ووعيده؟!
أخي: تدبرك لكتاب الله تعالى هو عنوان انتفاعك بضيائه!
أخي: كتاب الله تعالى خطاب لأولي الألباب ولا يفهمه إلا من تدبر.. }كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ{ [ص: 29].
قال ابن مسعود (رضي الله عنه): "لا تنثروه نثر الدقل (التمر اليابس) ولا تهذوه هذ الشعر قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة!".
أخي: لا ينتفع بكتاب الله تعالى إلا من تدبره وعمل به.
أخي: إذا مررت بآية وعد، فيها ذكر الجنان وما أعده الله من الثواب العظيم لأهل طاعته فسل الله من فضله.. وكن أخي لحوحا في دعائك فكلما مررت بآيات الوعد سألت الله تعالى أن يجعلك من أهلها..
أخي: وإذا مررت بآيات الوعيد وذكر النار وأهلها، فلتستعذ بالله تعالى من شرورها. وكن أخي صادق الرهبة والاستعاذة؛ عسى الله تعالى أن يحشرك مع أهل أمنه وكرامته..
أخي: لقد أمر الله تعالى نبيه r إذا قرأ كتابه أن يقرأه بتمهل وتدبر فقال تعالى: }وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا{ [المزمل: 4].
قال الإمام القرطبي: "أي لا تعجل بقراءة القرآن بل اقرأه في مهل وبيان مع تدبر المعاني".
أخي في الله: قراءة القليل من كتاب الله مع التدبر خير من قراءة الكثير بغير تدبر! وقد ضرب العلماء لذلك مثلا، فقالوا: "إن ثواب الترتيل أرفع قدرا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددا، فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة! والثاني: كمن تصدق بعدد من الدنانير".
قال أبو جمرة الصنيعي: "قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، إني أقرأ القرآن في ثلاث.
قال ابن عباس (رضي الله عنهما): لأن أقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ كما تقول!".
وقال أبو سليمان الداراني (رحمه الله): "إني لأتلو الآية فأقيم فيها أربع ليال أو خمس ليال! ولولا أني أقطع الفكر فيها ما جاوزتها إلى غيرها!".
أخي: هو (كتاب الله تعالى) ضياء الأبصار.. ونهار الأخيار.. وروضة الأبرار..
شفاء الصدور.. وسبب السرور.. وراحة المضرور..
واسمع أخي وصية الإمام ابن القيم وهو يوصي من أراد الانتفاع بكتاب الله تعالى..
قال رحمه الله: "إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه! فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله r ، قال تعالى: }إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ{ [ق: 37].
أخي: إذا أصابتك الحياة بحرها وضرائها فاجعل راحتك في تلاوة كتاب ربك تعالى.. ترتله ترتيل الخاشعين.. وتقبل عليه بقلبك إقبال الصادقين..
أخي: عود نفسك قراءة كتاب الله تعالى بخشوع وتدبر.. فإنك إن جربت ذلك أخي أيقنت يومها أن السعادة والطمأنينة موجودة في هذا الكتاب!
ورزقني الله وإياك أخي إيمانا صادقا.. ولسانا ذاكرا.. وقلبا خاشعا..