البحث
رسائل النصرة في المحنة : فزع إلى الصلاة
رسائل النصرة في المحنة : فزع إلى الصلاة
بسم الله ، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... أما بعد .. فأيها الأحبة في الله .. أسأل الله تعالى أن يثبت الأقدام وأن ينصر عباده المؤمنين في كل مكان ، وأن يعلي بفضله كلمة الحق والدين ، وأن يجعلنا من أهل نصرة دينه وشريعته ، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه الولي النصير .
قال تعالى :" فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ " فلم يستجب لدعوة موسى عليه السلام إلا الشباب لكن مع دخن التأثر بالعصر الفرعوني وظلمه وعدوانه ، ويكفي أنه قتل السحرة التي تقول الروايات أنهم كانوا عشرة آلاف أو سبعين ألفا في يوم واحد . " وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ " فكان الإرشاد النبوي بتحقيق التوكل ، بتفويض الأمر لله مع اتخاذ الأسباب ، في أن تجعل التدبير والاختيار للواحد القهار ، وتحقق نحن له عبيد يفعل بنا ما يريد . " فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " فكان دعاؤهم بأن لا يسلط عليهم ظالما وأن ينجيهم من كيد الكافرين .
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " فجاء واجب الوقت للنصرة بإقام الصلاة ، وهنا الوقفة للجميع . فإنها قاعدة ربانية: بقدر إضاعة الصلاة يكون الابتلاء لاسيما بالشهوات والدليل (أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ).. وبقدر الاهتمام بها يكون البعد عن الشهوات والدليل ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).. قال العلامة الشنقيطي: (لن تجد أحداً يحافظ على الصلاة عند سماع أذانها إلا وجدته أشرح الناس صدراً وأوسعهم بالاً لأن من أقام أمر الله أقام الله له أموره) فيا كل من يريد أن يقيم الله أمره : عليك بها في هذه الأوقات فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، فأكثروا منها ، كلٌ في مكانه وفي ميدانه الذي اختار ، ولكن لنجعل الصلاة تؤلف بين القلوب لاسيما مع هذا التنافر المجتمعي البشع الموجود ، فيا أيها المصلون استدفعوا البلاء والمحنة ، ولينوا في أيدي إخوانكم ، واستمطروا بها الرحمات