البحث
من حقوق المصطفى الصلاة والسلام عليه ( الجزء التاني )
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد، أيها المسلمون، لا يخفى عليكم أن كثيرا من دول العالم يعيش موجة ثانية من جائحة كورونا، وهي أكبر من الأولى، وقد رصدت الجهات الصحية في بعض دول العالم زيادة ملحوظة في عدد المصابين، ونبهت على أن من أهم أسباب ذلك هو التهاون في تطبيق الإجراءات الوقائية.
وقد أوجب الله على المسلمين الحفاظ على الضروريات الخمس وهُنَّ الدين والعقل والعِرضُ والنفس والمال، فلذا ينبغي الحفاظ على الصحة، ومن ذلك الالتزام بالإجراءات الاحترازية المعلومة، وهي لبس الكمامة وتعقيم اليدين والإتيان بسجادة خاصة إلى المسجد، والحذر من تناقل الإشاعات التي تُـهَــوِّن من احتمالية الوقوع في المرض.
ثم اعلموا رحمكم الله أن من أهم أسباب الوقوع في الوباء والبلاء هو المعاصي والذنوب، قال تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)، ودواء ذلك هو التوبة الصادقة من جميع الذنوب، وكثرة التضرع والدعاء بكشف البلاء، والمحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية، والمحافظة على الصلوات وكثرة النوافل والصدقات وإصلاح ذات البين، والحذر من الغش والقطيعة وتناول ما حرم الله تناوله من مأكول أو مشروب، كالدخان والمسكرات، أو تبرج النساء واختلاطهن بالرجال، فكل هذا إذا انتشر كان سببا مهما من أسباب وقوع البلاء العام.
ثم اعلموا عباد الله أن الله سبحانه وتعالى أمركم بأمر عظيم فقال (إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليما)، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض عن أصحابه الخلفاء، وارض عن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعلهم هداة مهتدين. اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم كتابك، وإعزاز دينك، واجعلهم رحمة على رعاياهم. اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بشر فاشغَله في نفسه، ورد كيده في نحره. اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا، والزلازل والمحن وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين. اللهم ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفِع إلا بتوبة، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة، اللهم ارفع عنا الوباء إنا مسلمون. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
أعد الخطبة: ماجد بن سليمان الرسي، في الثالث والعشرين من شهر جمادى الآخرة لعام 1442، في مدينة الجبيل، في المملكة العربية السعودية، واتس: 00966505906761