1. المقالات
  2. مقالات و خواطر
  3. من حقوق المصطفى - محبته (الجزء الاول)

من حقوق المصطفى - محبته (الجزء الاول)

تحت قسم : مقالات و خواطر
658 2020/11/29 2020/12/03

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلـٰه إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون).

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما).

أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه، واعلموا أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه من شرط إيمان العبد، ومن أصول الدين، والأدلة على وجوب محبته صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها قوله تعالى ﴿قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾.

فكفى بهذه الآية حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على وجوب محبته صلى الله عليه وسلم ، واستحقاقه لها، إذ توعد الله من كان ماله وأهله وولده أحبَّ إليه من الله ورسوله بقوله تعالى ﴿فتربصوا حتى يأتي الله بأمره﴾، ثم فسّقهم في تمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن أضل ولم يهدِ.

أيها المؤمنون، وتمام كمال محبة النبي r لا يكون إلا بتقديم محبته على النفس والمال والأهل، ودون هذا نقصٌ في المحبة والإيمان، وقد دل على هذا الكتاب والسنة، فأما الكتاب فقوله تعالى ﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم﴾.

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة، اقرءوا إن شئتم:

﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم﴾.[1]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

أنا أولى بكل مؤمن من نفسه.[2]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين.

وأخرج البخاري عن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك.

فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر.[4]

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار.

أيها المؤمنون، وقد جاء ذكر محبة الرسول صلى الله عليه وسلم مقترناً بمحبة الله في عدة نصوص شرعية من الكتاب والسنة، كقوله تعالى }أحب إليكم من الله ورسوله{، وهذا الاقتران يدل على مدى الصلة الوثيقة بين محبة الله ومحبة رسولهصلى الله عليه وسلم، وإن كانت محبة الرسول داخلة ضمن محبة الله تعالى أصلاً، لكن إفرادها بالذكر مع أنها ضمن محبة الله فيه إشارة إلى عظم قدرها وإشعار بأهميتها ومكانتها، فتأمل هذا التلازم بين محبة الله تعالى ومحبة نبيهصلى الله عليه وسلم .

أيها المسلمون، وفضائل محبة النبي r كثيرة، منها أن من أحبه كان معه في الآخرة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: وماذا أعددتَ لها؟ قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . قال: أنت مع من أحببت.

قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : أنت مع من أحببت. قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بِـحُـبِّـي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.[6]

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه كان للتوابين غفورا.

المراجع

  1. رواه البخاري (2399) ومسلم (1619) عن أبي هريرة رضي الله عنه، واللفظ للبخاري.
  2. رواه مسلم (867) عن جابر رضي الله عنه.
  3. رواه البخاري (15) ومسلم (44) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
  4. رواه البخاري (6632).
  5. رواه البخاري (16)، ومسلم (43)، واللفظ لمسلم.
  6. رواه البخاري (3688) ومسلم (2639).



المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day