أيُّ دينٍ هذا ؟!! سبحانك هذا بهتانٌ عظيم !
أُشهِد الله أنّي بريءٌ من هذا الضَّال المُضِلّ الجَهميّ الخبيث، ومِن كلّ من اعتقد مثلَ الذي يقول !
وأبرأ إلى الله من هذا الكفر الذي يقوله .. !
كما أنّني أُبَرِّئُ كتابَ الله، وسُنّةَ رسوله عليه السلام، ودينَه الذي شرَع، بل وأُبرِّئُ الصحابةَ الكرام، والتابعين وأتباعهم بإحسان، والأئمة الأربعة، والمُتقدّمين من أئمة الإسلام ؛
أُبرِّؤُهم جميعًا: أن يكون كلام هذا اللّقيط الدَّعِيّ، من دينهم وعقيدتهم وشريعتهم التي شرعَها الله، وصدّقها رسولُه ومُصطفاه !
أحد دعاة المَداخلة والجاميّة .. يدَّعي زورًا وبُهتانًا على الإسلام وعلمائه قاطبةً، فيقول :
( أيّ مسلم يرتكب أيّ كفر أكبر؛ فهو كفر نوع - يعني لا يَكفر عينًا ورِدَّةً في نفسه - !
حتى لو ظهر واحد وقال: أنا لا أُومِن أن الله خالق السماوات والأرض !
أنا لا أُومِن أنه يوجد شيء اسمه الله !
أنا أكفر بالله وملائكته وكتبه ورُسلِه واليوم الآخر والقدَر خيره وشرّه !
أقول: هذا كافر كفر نوع، ولا أقول: كفر عين .. أبدًا .. أبدًا .. لا يجوز لي أن أقول: كفر عين .. لا يجوز، قول وااااحد ).
** وأنا أقول أيها الكرام :
وهل مثل هذا القائل أصلًا .. قد دخل في الإسلام ابتداءً ؟!!!
رجل يقول: لا أومن بالله ولا ملائكته ولا كتبه ولا رُسله، ولا أومن بأنه خالق السماوات والأرض .. !
فهل يصحّ ابتداءً أن يُضرَب بهذا المَثلُ، لمسلم ارتكب كفرًا ؟!!
طيب بالله لو ده مش كافر، وكفر أصلي كمان مش تقليد ولا تايوان، يبقى مين اللي كافر ؟!!
واضح اننا ظلمنا فرعون .. وهنعمل حملة: آسفين يافرفر ههه
** وأنا أزعُم أيها الكرام :
أن هذه الألفاظ التي ذكرها هذا الكذاب المُضِلّ؛ لم يَشهد لصاحبها بالإسلام؛ مسلمٌ على بسيطة الأرض، فضلًا حتى عن أهل البدع من الجهمية والمعتزلة وغيرهم !
لا تجد عن أحدهم حرفًا يُؤيّد مثل ذلك أبدًا !
صحيحٌ أن كثيرًا من الفِرَق المُبتدعة، قد غلَت في إرجائها، حتى جعلَت كلّ مُكفِّر لا يُخرج من الملّة، ولو كان أكبرَ،حتى يَستحلّ الفاعل، وقالوا: بأن ذلك يكون كفر نوع، لا عين، حتى تُقام عليه الحُجّة !
إلا أنهم .. لم يحكموا بإسلام مَن ذكرَه هذا الدَّعيّ الكذّاب !
وأنا أعلم أنه يريد أن ينتصر لقاعدة: النوع والعين، وأنه ليس كلّ مُكفِّر مُستلزمًا لكُفر فاعله، حتى تتحقّق الشروط وتنتفي الموانع!
ويرمي كذلك إلى عدم التكفير عينًا إلا مَن كفّر اللهُ ورسولُه فقط !
** لكنّني أقول أيها الكرام :
نحن كذلك نقول بهذه القواعد، إلا أننا مأمورون كذلك شرعًا، بإقامة حكم من أحكام الله وتشريعاته، هذا الحكم قد أمرنا الله به في كتابه، وكذا رسوله عليه السلام في سُنّته، وما خلا منه كتابُ فقهٍ في القديم ولا في الحديث .. ألا وهو: أحكام الرِّدّة والمُرتدّ !
وهو المقصود بكُفر العين، وتطبيق هذا الحكم في كلّ زمانٍ ومكان !
وأما قاعدة التفريق بين كفر النوع والعين؛ فليسَت عابرة القارات !
فكلّ كُفرٍ أكبر، معلوم من الدّين بالضرورة، وكان ظاهرًا جليّا، ولم يكن فاعلُه مُكرَهًا عليه؛ فهذا كُفرٌ أكبر نوعًا وعينًا، ولا كرامة !
مثل: سبّ الله، أو سبّ رسوله، أو سبّ دينه، أو الاستهزاء بآياته !
ولا شكّ أن مثل هذا؛ أقلّ مما ضَرب به الكذابُ المثال !
ومع ذلك يَكفر فاعلُه نوعًا وعينًا لأوّل وهلة، باتفاق أهل السُّنّة !
وأمّا كلامُ هذا الدعيّ، فمردودٌ من كلّ وجه، مُنكَرٌ على كلّ لسان !
ويكفي في إبطالِه ونَسفِه .. بعض النقول والإجماعات !
= قال ابن بطّة رحمه الله :
( فلو أن رجلًا آمن بجميع ما جاءت به الرسل إلَّا شيئًا واحدًا؛ كان بردّ ذلك الشيء؛ كافرًا عند جميع العلماء ). الإبانة
فكفّروه عينًا لردّ شيءٍ فقط، فكيف بمَن لم يُؤمن برُسلِه أصلًا ؟!
= وقال أبو حنيفة وأصحابه: ( من جحد أن الله تعالى خالقُه أو ربُّه أو قال: ليس لي ربّ؛ فهو مُرتدّ ). الشّفا للقاضي عياض
= وقال القاضي عياض في الشّفا :
( واعلم أن مَن استخفَّ بالقرآن ... أو جحَده، أو حرفًا منه أو آية، أو كذّب به، أو بشيءٍ منه ... أو شكّ في شيءٍ من ذلك؛ فهو كافر عند أهل العلم بإجماع ... وكذلك إن جحد التوراة والإنجيل وكتب الله المُنزلة، أو كفر بها، أو لعَنها، أو سبَّها، أو استخفَّ بها ).
ثمّ صرّح القاضي عياض بتكفير اثنين عينًا، فقال :
( كقول هشام الفوطي، ومعمر الصيمري: إن القرآن لا يدل على الله، ولا حُجّة فيه لرسوله، ولا يدل على ثواب ولا عقاب ولا حكم؛ لا محالة في كفرهما بذلك القول ).
= وخذ هذه كذلك من القاضي عياض، في الشّفا :
( وكذلك نُكفّر بكل فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر، وإن كان صاحبه مصرحًا بالإسلام مع فعله ذلك الفعل .. كالسجود للصنم، وللشمس، والقمر، والصليب، والنار ... فقد أجمع المسلمون أن هذا لا يوجد إلا من كافر، وأن هذه الأفعال علامة على الكفر، وإن صرّح فاعلها بالإسلام ).
وبعد هذا القليل من كثير .. هل يصلُح أن يتكلّم أمثال هذا الدّعيّ، في دين الله تعالى ؟! بل ويتكلّم بلسان السُّنّة وأهلها ؟!
لكنّه الحصادُ المُرّ لمُرجئة العصر، المَداخلة والجاميّة ومُقدّسي الطواغيت !
وهذا ما حدا بهم إلى إعذار طواغيت الحُكّام، وإن أتَوا بكلّ مُكفِّر !
والله المستعان، وهو حسبُنا ونِعم الوكيل !