البحث
غسل الذنوب
وإذا كان من غسل يوم الجمعة فأفضل الغُسل أن تغتسل من ذنوبك بتوبة، فمِن أعظم النعم أن يُباعد الله بينك وبين الذنوب والخطايا التي لم تقع؛ فيباعدك عنها كما باعد بين المشرق والمغرب، وأن ينقيك مما وقعت فيه فينفيه عنك، وأن يغسلك مما وقعت فيه ـ ومن آثاره في القلب وإضعافه له ـ بالماء والثلج والبَرد، ليقوّيه من ضعفه ويزيل الأثر الناري للشيطان بماءٍ وثلجٍ وبَرَد يلتئم به القلب ويستعيد قواه ويصلح للخير..
فإن تم لك غسلٌ كهذا فلا أنفع ولا أستر ولا أكرم ولا أعظم تزينًا بمثل رداء التقوى وملبسها، فهي سترٌ وزينة، وكرمٌ وشرف، ورداؤها هو رداءٌ للنفس ولعوراتها، وهو يبدو على ظاهر العبد من حالٍ يشمله، وعلى قدره وحاله وبحسبه يكون الملبس والستر والزينة يوم القيامة..
يا أخي الكريم ويا أختاه، ما مِن غسلٍ أطهر من هذا ولا ملبس أستر منه؛ فأحسِن أخي غسلك وملبسك، طُهرك وسِترك.. فقد تبدأ بغسلٍ كهذا فيكون طْهرك بقية الطريق، وتلبس ملبسًا كهذا فتكون لُبسة الطريق، وبغُسلك وطهرك هذا وملبسك وردائك هذا يكون لقاء الله يوم اللقاء.. أتدري متى هو؟ إنه قريبٌ قريب.. أقرب مما تتصور وأعجل من حساباتنا.. بلّغنا الله وإياك المنزل، وأحسن لنا ولك الطُهر والزاد والسّتر والزينة..