قال ابن القيّم رحمه الله: "إن مُعارضة الوحي بالعقل؛ ميراث عن الشيخ أبي مرة - إبليس -! فهو أوّل مَن عارض السمع - النصوص - بالعقل، وقدَّمه عليه. فإن الله سبحانه لما أمره بالسجود لآدم، عارض أمره بقياس عقلي".
انظر: الصواعق المُرسلة
قلتُ:
وها هنا فائدتنا:
الأولى: معرفة كُنية إبليس، وهي ( أبو مُرَّة ) كما كنَّاه بها ابنُ القيّم رحمه الله، وابن حجر، وغيرهما. وقد ورد عن بعض العلماء كُنًى أخرى لإبليس كـ (أبي الكروبين).
الثانية: أن مُعارضة الوَحي ونصوص الكتاب والسُّنة، بالعقل، وتقديم العقل عليها، بما يعود على نصوص الوحي بالنقض والإبطال؛ هي سُنّة إبليس - لعنه الله - وميراثه. وهذا ولاشكّ .. مُخالفٌ لسُنَّة الأنبياء وميراث الرُّسُل .. الذين ورَّثُوا الهُدى والاتباع، والسَّمع والطاعة لأمر الله ورسوله!
{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}[الزمر:18]
فيَا طالب العلم .. !
تفقَّد أقدامَك على طريق العلم والتعلّم، وتأمَّل أيَّ الإرثَين والتَّرِكتين حُزتَ وحَظِيت.. !
ولا تُقدّم عقلَك وقياسَك بين يدي الله ورسوله، واعلم أن العقل الصريح لا يُعارض النقل الصحيح، وأن العقل هِبة الله لإعماله وتَفكّره، في استنباط المعاني المُتبادرة من النصوص، وما وراء ذلك من حِكَم وآيات، لا ليُعارض ويُخالف ويَقيس بالظنّ والهَوى .. !
وصدق ابن مسعود رضي الله عنه: "اتَّبعوا ولا تَبتدِعوا.. فقد كُفيتم".