البحث
القيام بحقوق الأخوة
إن الأخوة الإسلامية رابطةٌ أنشأها الشرع، يجب أن تُرعى وتصان فلا تُضيع، ورحمٌ خلقها رب العالمين، يجب أن توصل فلا تُقطع، فمن صانها ووصلها كان طائعا لله، متبعًا لشرع مولاه، واصلاً لما أمر الله به أن يُوصل، وأهلاً لرضا ربه جل في علاه. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 69 - 70]. وقال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 19 - 24]. وكما أن الرّحم من جهة النسب يثاب واصلها شرعاً، ويعاقب قاطعها شرعاً؛ فكذلك أخوة الإيمان، ورحم الإسلام، في وصلها مثوبة من الله وأجرٌ، وفي قطعها عقوبة من الله ووزر، بل إن أخوة الدين، ورحم الإسلام أقوى من أخوة النسب - كما ذكر العلماء فيما أوردنا سابقاً -. ثم إن القيام بحقوق الأخوة - كالمحبة والنصرة، وسلامة الصدر، وكف الأذى، وزيارة المريض، والإيثار، والتراحم، وتعظيم الحرمات، وغيرها من الحقوق - قد رتّب الشرع الحنيف عليه عظيم الأجر والمثوبة، حيث إن أداء كل حق منها ابتغاء مرضاة الله تعالى طاعة وقربة إلى الله ينال بها فاعلها رضوان الله تعالى، على نحو ما هو مفصلٌ في مظانِّه ومواضعه من كُتبِ الترغيب والترهيب، والأخلاق والتزكية، ولا يتسع لذكره المقام.